بلدي نيوز- درعا (مهند الحوراني)
انتشرت مؤخراً ظاهرة التنقيب عن الذهب والآثار في مدينة درعا وريفها، أكثر مما كانت عليه سابقاً، بسبب سوء الأحوال المادية لدى الأهالي، الذين يعانون من القصف المتواصل، والمعارك المستمرة، وانعدام فرص العمل.
التطور الأهم الذي حدث على عمليات البحث عن الآثار هو استخدام المتفجرات كحل ناجع وسريع في التنقيب عن الذهب والآثار، متناسين خطورة استخدام هذه المواد، ففي الشهر المنصرم، توفي أربعة مدنيين وأصيب ستة آخرون، تتراوح إصابتهم بين بتر الأطراف، والإصابات الخفيفة، والحروق بسبب المتفجرات المستخدمة في الحفر.
فيتعامل المنقبون عن الذهب في عمليات الحفر مع ألغام ومواد متفجرات شديدة الحساسية والانفجار، دون امتلاكهم لخبرة التعامل معها، في ظل انتشار هذه المواد بشكل عشوائي في السوق، دون أي ضوابط رقابية وتنظيمية.
"محمد" أحد اللذين أصيبوا أثناء الحفر يحكي لبلدي نيوز عن تجربته في التنقيب: "خرجنا أنا وأصدقائي في للتنقيب، لقد كنا مشبعين بأمل العثور ما ينقذنا من هذه الأحوال التعيسة، إلا أننا فجعنا بخسارة اثنين من أصدقائنا أثناء عملية تفجير صخرة، حيث انفجرت قذيفة (جيفوزديكا) أثناء محاولة أصدقائي حشوها بأكبر قدر ممكن من البارود، مما يضاعف قدرتها التفجيرية في الصخرة، إلا أن ما جرى هو العكس، فقدرتها التفجيرية كانت قوية نحونا، نتيجة جهلنا بوجود صاعقين بقذيفة الجيفوزديكا".
ويضيف محمد: "انفجار القذيفة كان هائلاً، ما أدى لوفاة اثنين من أصدقائي، لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، بينما كان نصيبي أنا والبقية بعض الجروح، والبعض الآخر أصيبوا إصابات بالغة، اضطر الأطباء على أثرها لبتر أطرافهم".
من جانبه قال "عمار الزايد" عضو الهيئة السورية للإعلام لبلدي نيوز:" لقد سقط اثنين من المدنيين في مدينة الحراك، أثناء تحضيرهم لألغام بغية تفجيرها في مواقع التنقيب، لكنها انفجرت بهم، نتيجة عدم الخبرة باستخدام الألغام أو المتفجرات، فالمواد المستخدمة شديدة الانفجار، وتتأثر بالحرارة والظروف المناخية".
وتابع الزايد:" للأسف تباع الألغام والمواد المتفجرة للعامة، ويقومون باستخدامها لتفجير الصخور، لإيجاد الذهب والآثار، وهذه النشاطات بدأت تنتشر في المناطق المحررة في درعا، دون رقيب أو حسيب، وأحياناً يتم تفجير الصخور ليلاً من قبل المنقبين، ما يثير هلع الأهالي وخوفهم".
يذكر أن ظاهرة التنقيب ليست بجديدة، على المنطقة الجنوبية في سوريا، لكنها كانت مُحتكرة من قبل الضباط والمسؤولين في النظام، إلا أنها توسعت في الفترة الأخيرة وأصبح الكثير من الأهالي ينشطون في التنقيب، نتيجة فصل الكثير منهم من وظيفته بشكل تعسفي من قبل النظام، ونتيجة سوء الأحوال المعيشية وغلاء الأسعار، وانتشار البطالة.