تأني تصريحات رئيس البرلمان التركي، نعمان قورتولموش، في سياق محاولات تركيا المستمرة لإعادة تشكيل علاقاتها الإقليمية، وخاصة مع سوريا. قورتولموش شدد على أن المشكلات القائمة بين تركيا وسوريا تتطلب حلاً عاجلاً، مشيراً إلى أن إقامة حوار وثيق بعد مرحلة التطبيع أمر ضروري لمواجهة ما أسماه بـ "الخطر الإسرائيلي" الذي يهدد المنطقة.
هذا الموقف يعكس استراتيجية تركيا الجديدة في المنطقة التي تسعى إلى تجاوز الخلافات السياسية مع دول الجوار، والعمل بشكل مشترك من أجل تحقيق استقرار إقليمي. تركيا ترى أن التهديدات المشتركة، مثل نفوذ إسرائيل في المنطقة، تستدعي توحيد الجهود الإقليمية بغض النظر عن التوترات السابقة. قورتولموش أشار أيضاً إلى أن الحركة الصهيونية تستند إلى حجج دينية متطرفة، وأن أهدافها تشمل السيطرة على الأراضي بين النيل والفرات، حيث تعتبر تركيا أحد الأهداف الرئيسية لهذه المخططات.
كما أن هذه التصريحات تأتي متزامنة مع محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة التواصل مع بشار الأسد، سواء من خلال التنسيق مع روسيا أو عبر عقد اجتماعات مباشرة. أردوغان أشار في تصريحات سابقة إلى احتمال توجيه دعوة للأسد لزيارة تركيا، ما يعزز التوجه التركي نحو تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
تركيا تسعى، من خلال هذه التحركات، إلى معالجة ملفات إقليمية شائكة، مثل وجود حزب العمال الكردستاني (PKK) شمال شرقي سوريا وعودة اللاجئين السوريين.