تشهد مدينة البوكمال، كغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ، تدهورًا حادًا في الخدمات الطبية المقدمة في مستشفيات الدولة، وسط استياء متزايد من السكان المحليين. وفقًا لمصدر من الأهالي، فإن المستشفيات الحكومية تعاني من نقصٍ حاد في الخدمات الطبية، حيث تقتصر على توفير بعض الإسعافات الأولية، بينما تكون العمليات الجراحية حكراً على المستشفيات الخاصة التي تفرض تكاليف باهظة.
وأشار المصدر إلى أن تكلفة إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الخاصة قد ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث تصل تكلفة عملية استئصال الزائدة الدودية إلى حوالي 5 ملايين ليرة سورية، بينما تصل تكلفة الولادة القيصرية إلى 3.5 مليون ليرة سورية. هذه الارتفاعات الكبيرة في التكاليف دفعت العديد من الأهالي إلى بيع ممتلكاتهم من أجل تأمين المال اللازم لإجراء العمليات الجراحية الضرورية.
وفي ضوء هذه الأوضاع المتردية، طالب الأهالي مرارًا وتكرارًا المسؤولين في النظام والأجهزة الأمنية بالتدخل للحد من الارتفاع المفرط في أسعار الخدمات الطبية بالمستشفيات الخاصة، إلا أن هذه المطالب لم تلقَ أي استجابة. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تتجاهل عمداً هذه الانتهاكات، مقابل تلقيها مبالغ مالية شهرية من المستشفيات الخاصة، مما يعمق معاناة السكان المدنيين.
الظروف الصعبة في المستشفيات الحكومية تدفع العديد من سكان البوكمال والمناطق المجاورة للسفر إلى دمشق للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، مما يزيد من العبء المالي عليهم، في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
