بلدي نيوز
شهدت العاصمة السورية دمشق، الثلاثاء، انفجار سيارة على الطريق الواصل بين نفق المواساة ودوار كفرسوسة، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح خطيرة، وذلك جراء انفجار أجهزة لاسلكية في السيارة، حسبما أفادت شبكات إخبارية مقربة من النظام السوري. بالتزامن مع إصابة المئات في لبنان بانفجار الأجهزة اللاسكية على رأسهم السفير الإيراني في لبنان.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الانفجار نجم عن جهاز بيجر لاسلكي كان داخل السيارة، في وقت تواجد فيها أحد عناصر حزب الله اللبناني.
في الوقت ذاته، أفادت وكالة "رويترز" بحدوث انفجارات مماثلة لأجهزة لاسلكية في لبنان، حيث أصيب العشرات من أعضاء حزب الله بجروح بالغة في كل من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية أن هذه الانفجارات وقعت اليوم الثلاثاء، وشاهد صحفي من الوكالة عشرة من عناصر حزب الله وهم ينزفون نتيجة الإصابات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في تطور آخر، ذكرت وكالة مهر الإيرانية أن السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، أصيب بجروح جراء انفجار أجهزة الاتصال في لبنان.
كما أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بيانًا عاجلًا طلبت فيه من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة، ودعت المواطنين للتخلص من أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع "بيجر".
وجاء في البيان أن "الصحة اللبنانية" تطالب جميع العاملين الصحيين بالتوجه إلى أماكن عملهم لتقديم العلاج للأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات، وتناشد المواطنين بالتبرع بالدم.
من جانبها، نقلت وكالة أنباء لبنان عن مصادر أمنية قولها إن: :العدو الإسرائيلي خرق أجهزة بيجر المحمولة للاتصالات وفجرها عبر تقنية عالية".
أفادت تقارير إعلامية بأن سلسلة التفجيرات التي هزت لبنان قد تكون نتيجة لهجوم سيبراني إسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام إيرانية، من بينها وكالة مهر، أن هذه التفجيرات قد تكون ناجمة عن هجوم سيبراني نفذه الإسرائيليون.
وفي السياق نفسه، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن مستشارا بارزا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح في تغريدة إلى تورط إسرائيل في الهجوم، قبل أن يقوم بحذفها في وقت لاحق.
من جهة أخرى، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، أصيب بجروح جراء هذه الانفجارات.
وفي تفاصيل أخرى حول الحادث، أفادت مصادر أمنية لرويترز أن أكثر من 1000 شخص أصيبوا في لبنان نتيجة تفجير أجهزة اتصال محمولة. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي من أحدث الطرازات التي جلبها حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.
من الناحية التقنية، أجهزة البيجر التقليدية هي أجهزة بسيطة مصممة لتلقي الرسائل النصية عبر موجات الراديو ولا تحتوي على مكونات تجعلها عرضة للانفجار. لذلك، تحليل كيف يمكن أن ينفجر جهاز بيجر يتطلب النظر في عدة احتمالات:
1. استخدام مواد متفجرة في البيجر نفسه:
زرع متفجرات: قد يكون تم تعديل البيجر بشكل متعمد ليحتوي على مادة متفجرة صغيرة يتم تفجيرها عن بُعد أو باستخدام جهاز توقيت. في هذه الحالة، يكون البيجر وسيلة لإخفاء المتفجرات، وليس هو المتسبب في الانفجار بحد ذاته.
تفجير عن بُعد: يمكن استخدام البيجر كآلية تفجير عن بُعد. في هذا السيناريو، يتم استقبال إشارة معينة تؤدي إلى تنشيط دائرة كهربائية تفجر المتفجرات المخفية.
2. الهجوم السيبراني:
اختراق الأجهزة: إذا كانت هذه الأجهزة حديثة ومعقدة وتحتوي على مكونات إلكترونية قابلة للبرمجة (مثل شريحة اتصال أو نظام تشغيل بسيط)، فمن المحتمل أنه قد تم اختراقها وتعديلها لتسبب انفجارًا. الهجوم السيبراني في هذه الحالة قد يستغل خللًا في البرمجيات أو يتلاعب بالإشارات المرسلة إلى البيجر.
إشارة تحفيز: إذا كانت أجهزة البيجر مرتبطة بشبكة لاسلكية أو تستخدم بروتوكولات اتصال معقدة، فقد يتم إرسال إشارة خاصة عبر موجات الراديو تحفز دائرة داخلية في الجهاز تتسبب في قصر كهربائي يؤدي إلى الانفجار.
3. قصر كهربائي أو خلل في البطارية:
قصر في الدائرة: من الممكن أن يحدث قصر كهربائي داخل البيجر يؤدي إلى ارتفاع حرارة البطارية بشكل مفاجئ، مما يمكن أن يتسبب في انفجارها.
استخدام بطارية غير مستقرة: في بعض الحالات، قد يكون الجهاز يحتوي على بطارية ذات جودة منخفضة أو بطارية تالفة، وعند تعرضها لظروف معينة مثل الحرارة أو الصدمات، يمكن أن تنفجر.
4. تشويش إلكتروني متعمد:
هجوم إلكتروني مباشر: قد يكون هناك استخدام لتقنيات التشويش الإلكتروني أو النبضات الكهرومغناطيسية التي تستهدف البيجرات الحديثة، مما يؤدي إلى تعطيل الدوائر الكهربائية داخلها بشكل يؤدي إلى انفجار.
5. إخفاء معلومات تقنية حساسة:
قد تكون التفاصيل حول هذا الانفجار أكثر تعقيدًا وتتضمن تكنولوجيا متقدمة أو إجراءات سرية غير متاحة للعامة، مثل تلك التي تستخدم في العمليات الاستخباراتية.
الاستنتاج:
بالنظر إلى المعلومات المتاحة، يمكن أن يكون الانفجار ناجمًا عن تلاعب متعمد في أجهزة البيجر، سواء كان ذلك من خلال زرع متفجرات داخلها، أو عبر هجوم سيبراني استغل ثغرة في الأجهزة، أو من خلال استخدام إشارات لاسلكية خاصة أدت إلى تفجيرها. إذا كانت الأجهزة من نوع حديث ومزودة بتقنيات متقدمة، فقد يكون احتمال الهجوم السيبراني أو التحفيز عن بُعد أكثر ترجيحًا.
في كل الأحوال، يتطلب حدوث مثل هذا الانفجار تدخلاً بشريًا متعمدًا أو هجومًا معقدًا، حيث أن البيجرات التقليدية ببنيتها البسيطة ليست مصممة للانفجار أو أن تكون عرضة لمثل هذه الهجمات.المصدر تلفزيون سوريا