بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
تناقلت وسائل إعلام موالية للنظام اليوم الأحد، خبراً مفاده دخول عائلات من الأحياء المحررة بحلب إلى مناطق سيطرة قوات النظام عبر معبر صلاح الدين الذي يفصل مناطق سيطرة الثوار وقوات الأسد في أحياء المشهد وصلاح الدين ضمن مدينة حلب.
ونفى مراسل بلدي نيوز الأنباء التي تناقلتها صفحات النظام، والتي تهدف حسب قوله لإعطاء قوات النظام نصراً إعلامياً على حساب المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، واللعب على وتر الاستسلام والتسليم والذي طالما عملت قنوات النظام على تسليط الضوء عليه بمسرحيات تظهر عدد من المواطنين أو "المسلحين" وقد سلموا أنفسهم لـ"السطات الرسمية" حسب زعمهم، لتتكشف بعد ذلك كيف تم تمثيل هذه المقاطع وفبركتها بأشخاص من ضمن مناطق النظام.
وأضاف أن معبر صلاح الدين والذي يعتبر أحد المعابر الرئيسية التي تقع على خطوط التماس بين قوات النظام والثوار لم يشهد أي حركة لمدنيين اليوم، وأن ترويج النظام يأتي ضمن الحرب النفسية التي تتبعها ضد آلاف المحاصرين في الأحياء الشرقية من المدينة، لاسيما بعد تأخر دخول المساعدات وتفاقم الوضع المعيشي فيها جراء نقص المواد الأساسية من وقود ومواد تموينية وغذائية.
وقد حاول إعلام النظام والإعلام الروسي بعد إطباق الحصار الأول على مدينة حلب بعد سيطرتها على طريق الكاستيلو اتباع نفس الأسلوب والترويج لتسليم عشرات "المسلحين" أنفسهم لقوات الأسد، وخروج المئات من المدنيين من الأحياء المحررة باتجاه مناطق سيطرة النظام، معلنين ولاءهم، وفق مقاطع هزلية بثت على الإعلام المرئي التابع للنظام آنذاك.
وواجه المدنيون في حلب هذه الشائعات بالتأكيد على الصمود والثبات ضمن الأحياء المحاصرة على الرغم من كل آلة القصف التدميرية التي تواجههم، وذلك من خلال رفضهم لعشرات المحاولات اليائسة من قوات النظام لإجبارهم على الخروج من المدينة بتكثيف القصف وارتكاب عشرات المجازر وتدمير المباني والمنشآت الخدمية، إلا أن كل هذا القصف لم يزد المدنيين إلا ثباتاً وإصراراً على البقاء والصمود، وإفشال جميع المحاولات الرامية لتفريغ مدينة حلب من المدنيين.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة حلب ولاسيما الأحياء الشرقية منها تعاني حصاراً جائراً تفرضه قوات النظام وحلفاؤها من الميليشيات الشيعية بعد تمكنهم من استعادة السيطرة على طريق الراموسة، حيث تواجه المدينة أزمة وقود كبيرة ونقصاً كبيراً في المواد الغذائية والتموينية، ليغدو أكثر من 400 ألف مدني في مواجه الحصار، وسط صمت العالم أجمع عن كل الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين في المدينة.