بلدي نيوز – (إبراهيم رمضان)
أعلنت روسيا وأمريكا عبر وزراء خارجيتهما عن اتفاق حول سوريا، يشمل ما قالوا أنه وقف لإطلاق النار، وعمليات ضد الفصائل "الإرهابية" في سوريا.
تعليق الهيئة العليا للمفاوضات جاء دبلوماسياً حيث (لم تطلع الهيئة بعد على تفاصيل الاتفاق لتصدر رأيا في شأنه)، لكن الرد الميداني من الأرض من القادة الميدانيين من الفصائل الأساسية العاملة في الميدان كان سريعاً وحاسماً وخالياً من الدبلوماسية.
فالرفض كان شبه عام للاتفاق الذي رأى فيه الثوار إعلان للحرب على السوريين، وتحويل المعركة من معركة ضد النظام إلى قتال بين الإخوة.
حيث صرح القائد الميداني (باسم عبد المعين المصري) القيادي في جيش النصر لبلدي نيوز حول موقفه من الاتفاق بقوله: "من المفترض أن يكون القرار حول محاربة كل أعداء الشعب السوري، إذا أرادوا العدالة يجب محاربة التنظيم، ومحاربة ميليشيا حزب الله، ومحاربة الفصائل الايرانية، ومحاربة وجود الميليشيات الشيعية في سوريا ككل".
وتابع المصري "لا نستطيع أن نقول عن جيش بشار الأسد إلا أنه جيش متعدد الجنسيات لا يمت لسوريا بصلة، فهو ليس له علاقة بسوريا، بل مجرد عصابة".
وأكد المصري أن الاتفاق الروسي-الامريكي اتفاق باطل ومقدمة لتمزيق المجتمع السوري الذي لن يقبله، حيث قال "لقد حددوا جبهة فتح الشام كهدف، الأمر الذي سيثير المدنيين ضدهم، فكل عائلة لديها عنصر في جبهة فتح الشام، إضافة لعناصر من الأحرار والجيش الحر، ما يعني أن كل عائلة تحتوي عناصر من عدة فصائل، نحن لا نختلف على ضرورة قتال تنظيم الدولة، لكن لا نتفق مع فكرة قتال جبهة فتح الشام إطلاقاً، فهم مكون أساسي من مكونات الشعب السوري، وبخاصة بعد فك ارتباطهم بالقاعدة، وتأكيد ارتباطهم بالشعب السوري".
وشدد المصري على رفض الاتفاق، وقال "الاتفاق مرفوض جملة وتفصيلاً، نحن مع محاربة تنظيم الدولة، نحن مع محاربة وطرد الفصائل الشيعية كحزب الله وغيره، وكل الأحزاب والفصائل الشيعية بسوريا، فنحن مع الحل السياسي، ولكن ضمن ما يحفظ حقوق السوريين".
أما القيادي في لواء صقور الجبل التابع للجيش الحر (ماهر مواس)، أكد أن الفصائل قد تتعرض للضغط للقبول لكنها لن ترضخ، وقال "مهما كانت تهديدات الغرب للفصائل المعتدلة وغير المعتدلة، نحن نستطيع أن نستغني عن كل الدعم، أساساً نحن نطلب الدعم من أجل الشعب، في النهاية إذا كان الدعم مشروطاً بالقتال ضد أي فصيل، فليس لنا حاجة به، فهناك وحدة حال بيننا وبين إخوتنا من بقية الفصائل الذين نقاتل معهم في نفس الخنادق".
واشار "مواس" إلى أن الاتفاق يهدف لتأمين مصالح أمريكا وروسيا، بقوله "الاتفاق الروسي الأمريكي هو اتفاق من أجل مصالحهما، وليس مصالح الشعب السوري، ثم إن جبهة فتح الشام هم إخوتنا، ونحن كجسد واحد، فأي عملية ضد فتح الشام هي عملية ضد الشعب السوري، وقتال فتح الشام هو قتال للشعب السوري، هذا الاتفاق لمصالحهم ولسنا المعنيين به، فهو اتفاق لمصالحهم وتقاسم الكعكة السورية، أما نحن فلنا الله فقط، وبوحدتنا سوف ننتصر".
من جانبه، رأى الرائد (ياسر أبو عارف) القيادي في فيلق الشام أن الاتفاق مبهم جداً، وجاء في توقيت أصبح فيه المدنيون في حلب محاصرين، لكننا سنستمر بالعمل لفتح الطريق مرة أخرى بكل إمكانياتنا، فالهيئة العليا للمفاوضات هي المخول الأول بمتابعة الوضع وتفاصيل الاتفاق.