بلدي نيوز
سلطت صحيفة الشرق الأوسط على الازدحام أمام الأفران في مناطق النظام السوري، والتي تتسبب باشتعال معارك للوصول إلى نوافذ البيع، أحد أطرافها الأطفال.
وتقول الصحيفة إن طريقة الأقفاص الحديدية لتنظيم طابور الخبر في مناطق سيطرة النظام السوري لم تجدِ نفعاً، وكذلك عملية تخصيص ثلاثة مسارب حديدية للطوابير (مدنية - عسكرية - نسائية) للوصول إلى نوافذ البيع ومثلها للخروج، مشيرةً إلى أن قضية الازدحام على الأفران لازالت مستمرة وقد تصل إلى نشوب معركة أطرافها المواطنون ومنظمو الدور والأطفال.
الجديد في التقرير هو حال الأطفال الذين يعدون الطرف الأضعف في هذه المعركة، والذين يخوضون صراعا قاسيا للوصول إلى نوافذ البيع، وقلة منهم ينجحون في ذلك.
ولا تنته معركة الطفل بالوصول إلى نوافذ البيع والحصول على رغيف العيش، وفقاً للتقرير، بل عليه خوض معركة الخروج وهي الأشد، بسبب تكدس الناس في مسارب الدخول والخروج للوصول إلى نوافذ البيع.
ويوضح التقرير أنه مع عدم تمكن الأطفال الحاصلين على الخبز من الخروج، يطلقون صرخات استنجاد لمساعدتهم، وبعضهم يخرج من بين أقدام المتدافعين بعد أن ينال عدة صفعات وركلات، بينما يتصبب العرق من وجهه.
يشير التقرير إلى أن بعض الأطفال يقتربون من نوافذ البيع لكن ضعف قوتهم البدنية لا تمكنهم من الاستمرار في ذلك بسبب شدة التدافع، ما يدفعهم إلى التسول بصوت عال مع بكاء شديد لمساعدتهم بالخروج من دون أن يحصلوا على الخبز، ويرددون عبارة: (كرمال الله طلعوني. نفسي انقطع ما بدي خبز).
لكن هناك أطفال يبدون قوة في المعركة، إذ يقومون بالتسلق إلى أعلى المسارب والوصول إلى نوافذ البيع والحصول على الخبز، وأغلبية هؤلاء من باعة الأرصفة، الذين يجمعون كميات من البطاقات الذكية والحصول على مخصصاتها مقابل مبالغ مالية يدفعونها لأصحابها.
وأدى الغلاء المعيشي بمناطق سيطرة النظام، إلى ازدياد الطلب على الخبز، باعتراف عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية والنفط والثروة المعدنية التابع للنظام في ريف دمشق "عمران سلاخو".
وتكررت عبارة "ما ضل عنا غير الخبز ناكله" التي يعبر بها كثر عن حالهم في ظل الظروف الراهنة، خاصة بعد انهيار سعر صرف الليرة السورية واستفحال التضخم، بحسب "سلاخو" أيضا.
وقال إنه "بسبب الوضع المعيشي الضاغط، ازداد الطلب كثيراً على مادة الخبز بعد الاعتماد عليه في تأمين القوت اليومي والاستعاضة به عن بعض الأنواع من الأغذية بسبب ارتفاع سعرها، ما استدعى استجرارا إضافيا في الكمية زيادة عن الحاجة الفعلية، وهذا من الأسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة الازدحام الشديد على الأفران".
وأقر بأن النقص في توريد المادة الناتج عن تشغيل المخابز بطاقة كبيرة زيادة على طاقتها الفعلية، أسهم بحدوث بعض الازدحام، كما أدى إلى حدوث أعطال كبيرة، وهذا تطلب وقتا نتيجة الإصلاح والصيانة.