بلدي نيوز
تعاني معظم مدارس محافظة درعا من عدة مشاكل ومعوقات، من النقص في الكوادر التدريسية والكتب المدرسية، والنقص في القرطاسية والمستلزمات في المدارس، على الرغم من بدء العام الدراسي الجاري منذ شهر، ما دفع المدارس إلى التوجه للمجتمع المحلي لطلب يد العون بهدف مواصلة العملية التعليمية.
وقال موقع "درعا 24" في تقرير إن مدارس المحافظة تعاني من وجود نقص في كافة الاختصاصات، وضمن جميع المراحل، خصوصاً الاختصاصات العلمية، حيث ما تزال حتى اليوم الكثير من الشعب الصفية في مدارس المحافظة، بدون مدرسين في العديد من الحصص الدرسية.
وأشار التقرير إلى أن النقص يعود إلى هجرة عدد من المدرسين خارج البلاد، وعزوف آخرين عن الالتحاق بالتدريس ولجوئهم إلى عمل آخر، نظراً لتدنّي الرواتب والأجور وغلاء المعيشة، فضلاً عن وجود مدرّسين مفصولين من عملهم منذ أعوام طويلة، وملفاتهم متوقفة على الموافقات الأمنية منذ العام 2018.
ولفت أن النقص ليس فقط في الكوادر التدريسية، بل أيضاً بالكوادر الإدارية، الذي يكاد ينعدم في بعض المدارس، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة الاستقالات، بسبب تدني الأجور.
بالتوازي مع ذلك يوجد نقص حاد في الكتب المدرسية وفي كافة المراحل الدراسية، وخصوصاً المرحلة الثانوية ورياض الأطفال، ونقل الموقع عن مصادر في "مديرية الكتب المدرسية" أنه لم يتم تزويد المحافظة بالكتب من قبل "المديرية العامة للمطبوعات والكتب المدرسية" بدمشق.
وأكدت المصادر، أن "مديرية المطبوعات" لا تقوم بالتوزيع العادل بين المحافظات، إذا تقوم بتزويد محافظات أخرى قبل درعا والقنيطرة وريف دمشق. كذلك هناك نقص كبير في الأثاث والقرطاسية والسجلات المدرسية في العديد من مدارس مدن وبلدات محافظة درعا، والسبب في هذا النقص هو العجز المادي في معظم المدارس.
وذكر التقرير، أنه وسط هذه المعوقات بدأت المدارس في البحث عن حلول بديلة، وتوجهت للمجتمع المحلي، الذي قام بدوره بتشكيل لجان في كل مدينة وبلدة، للنظر في حاجات المدارس، ثم البحث عن سُبل لجمع تبرعات من الداخل والخارج من أبناء كل منطقة، لشراء بعض حاجات المدارس، مثل القرطاسية والسجلات والخزانات وغيرها.
وقال إن بعض المناطق بدأت تبحث تأمين كادر تدريسي وإعطاءه رواتب من المال المجموع، إضافة لتأمين قرطاسية، ورواتب لبعض المدرسين، مشيرا إلى أنه في أحد المدارس بمنطقة الحراك شرق درعا، بدأ العمل على جمع 60 ألف ليرة سورية شهرياً من كل طالب بكالوريا، وفي الصفين العاشر والحادي عشر سيتم جمع 15 ألف، وأما في المراحل الدراسية الأولى سيتم جمع 2000 ليرة من كل طفل.
وأوضح التقرير، أن الغرض من جمع هذه المبالغ هو تقديم رواتب للمدرسين الذين لا يتقاضون رواتبهم من الدولة. وقال أحد العاملين في المدارس، إن هذا الأمر يعتبر وسيلة لتأمين رواتب المدرسين، مضيفا "نسيت الناس أن التعليم مجاني، لم يعد كذلك أبداً، وعلى الرغم من أن المبالغ التي يدفعها الطلاب أقل بكثير من أقساط المدارس الخاصة، إلا إنها في النهاية رسوم شهرية".
ومنذ العام 2018 بعد إعلان السلطات في سوريا سيطرتها على المحافظة، تتوجه المدارس وتطلب يد العون من المجتمع المحلي، في حين تبقى وزارة تمارس دور المُشرف أو المُتفرج، بحسب التقرير.