بلدي نيوز – اللاذقية (عبد الله محمد)
تعتبر قرية "الشاتورية" في ريف إدلب الغربي مقصداً للنازحين من أرياف المحافظات المجاورة لها لاسيما ريف اللاذقية الشمالي، حيث كانت مؤخراً مقصداً لمئات العائلات الهاربة من بطش النظام وقصف طائراته الحربية والمروحية ومدافعه والراجمات التي تستهدف قراهم بعشرات القذائف بشكل يومي.
ولعل الأمان النسبي الذي تشهده القرية بعيداً عن قصف النظام هو أحد أبرز الأسباب التي جعلتها مقصداً للنازحين، حيث إنها لم تتعرض للقصف منذ 5 أعوام مما جعلها منطقة آمنة وملاذا آمناً للنازحين من قرى جبل الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الهاربين من بطش قوات النظام والطائرات الحربية الروسية، إلا أن هذا الأمان سرعان ما تبدد بعد أن تعرضت القرية لقصف بالبراميل المتفجرة بشكل عنيف خلال الأيام الماضية، والتي سببت حالة من الهلع بين الأهالي في المخيمات، لتبدأ رحلة جديدة من النزوح باتجاه مناطق أخرى.
"أبو محمد" رجل في الثلاثين من عمره أحد سكان القرية، قال لبلدي نيوز: " أصبت في رجلي بسبب قصف قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة، ويوم أمس دمّر الطيران المروحي منزلي بعد استهدافه ببرميل متفجر، والآن لا أستطيع المشي إلى أي مكان، وأنا مع عائلتي منذ يومين ننام في الأراضي الزراعية، حيث قام إخوتي ببناء خيمة من قصب لاتقاء الحر، وقد لاحظنا منذ يومين أن أغلب المنظمات التي كنا نسمع عنها قد اختفت، ولم يسأل عنا أحد مع أننا نزحنا ولا نملك شيئاً سوى ملابسنا".
أما "أبو أحمد"، نازح من قرى جبل الأكراد، فقال: " هذا النزوح الرابع لي بعد أن قامت القوات الروسية بقصف منزلي قرب قرية بشرفة بجبل الأكراد، وبعد أن تم تهجيرنا من المخيمات الحدودية بسبب القصف الذي تعرضنا له، الآن نزحت مع عائلتي إلى الأراضي الزراعية وننام هنا على هذه الحصيرة، لا نملك ما يقينا حر النهار ولا برد الليل، وأحاول أن أبقى مستيقظا من أجل حماية عائلتي من الحيوانات المفترسة".
ويضيف: "المنظمات جميعها تخلت عنا، نحن لا نريد شيئاً، فقط خيمة تحمي أبناءنا وتستر نساءنا وتقيهم من برد الشتاء القادم".
يذكر أن أغلب المنظمات الإنسانية توقفت عن دعم المناطق القريبة من ريف اللاذقية خوفا من استهداف طواقمها، الأمر الذي شكل حالة من السخط الشعبي في أوساط سكان المخيمات ضد هذه المنظمات، مطالبة بتقديم تبريرات عن سبب توقف الدعم وإهمال حياة واحتياجات آلاف النازحين.