بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
الجامع العمري في مدينة درعا وتحديدا في درعا البلد، هو الجامع الذي شهد انطلاق شرارة الثورة السورية في 15آذار عام 2011، حيث كان أول اعتصام لمصلين في ساحته القديمة، وأرسل حينها عاطف نجيب عناصره للقضاء على ذلك الاعتصام، حيث ارتقى وقتها عدد من الشهداء ووقع الباقون في أيدي أجهزة أمن الأسد وشبيحته، وقبع المسجد التاريخي حينها تحت حكم جنود الاحتلال الأسدي ليمنع به الأذان لأول مرة في تاريخه منذ تأسيسه حين أمر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببنائه عند زيارته لحوران.
تمكن ثوار حوران من تحرير الجامع العمري من قبضة قوات النظام خلال معركة الرماح العوالي في 2013 بعد خوض معارك عنيفة في محيطه وتقديم العديد من الشهداء والجرحى في تلك المعركة، إلا أن الجامع لم يتمكن من العودة لما كان عليه بسبب قصف النظام مما حرم الأهالي من إقامة الصلاة فيه وحتى الأذان، فالمنطقة التي يقع بها - وبحسب الأهالي- شديدة الاستهداف من قبل النظام بقذائف الهاون والمدفعية.
أبو هادي محمود قطيفان، مؤذن الجامع العمري، تحدث لبلدي نيوز عن أحواله وما آلت إليه منذ انطلاق الثورة وحتى اليوم، يقول: "كان الجامع العمري ملتقى لجميع أبناء درعا حيث كانوا يلتقون به بعد كل صلاة لينطلقوا إلى أعمالهم ومناسباتهم، بالإضافة إلى كونه ملتقى ومقصد طلاب حلقات العلم الشرعي وحلقات تحفيظ القرآن في محافظة درعا، وتكمن رمزيته في أمرين اثنين، أولهما اعتقال الشباب من هذا الجامع وإبعادهم عنه سنوات طويلة إضافة إلى الأمر الثاني وهو اعتقال الشيخ أحمد الصياصنة إمام و خطيب الجامع ومنعه من الخطابة، بعد ذلك قامت الثورة واقتحم عناصر النظام الجامع، وكان حينها الاقتحام الأول المشهور حيث لبثوا فيه لمدة ثلاثة أيام في تاريخ 23 آذار عام 2011 فعاثوا خراباً في هذا المسجد ودنسوا المصحف ومُنع حينها الأذان لمدة ثلاثة أيام، لتكون هي أول أيام تتوقف فيها مآذنه عن الأذان منذ تاريخ تأسيس هذا المسجد".
ويتابع أبو هادي متحدثا عن الأيام التي مر بها المسجد تحت ظل احتلال جنود الأسد "بعد ذلك وخلال فترة اقتحام الجيش لمدينة درعا أقام الجيش النظامي العديد من الحواجز في محيطه حيث كانت الصلاة فيه بوجود تلك الحواجز أشبه بالموت، وخلال معركة الرماح العوالي تمكن الثوار من تحرير الحواجز المحيطة بالمسجد وبالتالي المسجد، وفي تاريخ 13 آذار عام 2013 قام النظام باستهداف مئذنة الجامع التاريخية بعدد من قذائف الدبابات والمدفعية، ما سبب انهيارها".
ينهي أبو هادي كلامه بالحديث عن أوضاع المسجد اليوم، فيقول: "اليوم يعيش المسجد حالة مأساوية في ظل الدمار الذي لحق به نتيجة القصف وفقدانه للعديد من المصلين بين شهيد ومهجر ومعتقل، حيث لا يصلي به إلا القليل، فعند التجوال فيه يخطر في بالنا طيف هؤلاء ممن كانوا لا يفارقونه عند كل صلاة ليفارقوه اليوم بسبب إجرام بشار الأسد وشبيحته، إذ لا يتجاوز عدد المصلين فيه العشرة أشخاص"!.