بلدي نيوز – (خالد محمد)
أفاد عدد من الناشطين، اليوم الأربعاء، عن مقتل عنصر تابع للنظام من بلدة أشرفية صحنايا، وذلك جراء انفجار عبوة ناسفة كانت قد وضعت داخل أحد البرادات التي تم سرقتها عقب دخول قوات الأسد إلى مدينة داريا بريف دمشق.
وتداول بعضهم، عددًا من الصور التي توضح قيام عناصر تابعة للنظام بسرقة "تعفيش " ممتلكات المدنيين الذين أجبروا على الخروج من مدينة داريا، ليتم بيعها لاحقًا في مدينة صحنايا المجاورة، وحي المزة 86، ومساكن الشرطة بالسومرية ومناطق أخرى في العاصمة دمشق.
وفي اتصال خاص مع "بلدي نيوز" قال الناشط الإعلامي عمار الشامي إن: "ما تبقى من منازل مدينة داريا قد تعرضت لعملية نهب (تعفيش) منظمة فور دخول قوات النظام والميليشيات الموالية له إليها. حالها في ذلك، حال جميع المدن والبلدات التي دخلتها قوات النظام سابقًا."
وأضاف، أن عملية "التعفيش" لا تقتصر على سرقة الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية فقط، بل تتجاوزها إلى هدم الجدران لانتزاع أسلاك النحاس الكهربائية وأنابيب المياه، بالإضافة إلى خلع وإزالة الأبواب الخشبية ونوافذ الألمنيوم ومن ثم نقلها إلى الأحياء الموالية للنظام لإعادة بيعها بأسعار أقل نسبيًا من أسعارها الحقيقية.
وأوضح، بأن أسواق التعفيش تنشط بشكل رئيسي داخل المدن الموالية لنظام الأسد، حيث تتم إعادة بيع المسروقات تحت أنظار وحماية النظام نفسه، ومن قبل عناصره وميليشيا الدفاع الوطني، دون أدنى شعور بمصير مئات العائلات التي أجبرت على الهرب والنزوح بفعل ممارسات النظام القمعية، حسب قوله.
وحول حادثة مقتل عنصر النظام، علق الشامي بالقول: "عمد بعض أبناء مدينة داريا قبل خروجهم إلى حرق ما تبقى من ممتلكاتهم لعلمهم مسبقًا أن النظام سيقوم بسرقتها، بينما آثر البعض الآخر أن يلقن النظام وعناصره درسًا من نوع آخر، وهذا ما حدث فعلًا".
من جهته أكد أبو أحمد، أحد نازحي مدينة حمص، أن عملية التعفيش تتم على عدة مراحل، الأولى تمنح لعناصر النظام وتشمل جميع الممتلكات التي يسهل حملها ونقلها، والثانية هي مرحلة "الضمان" عبر تقسيم المدن إلى قطاعات تمنح كل منها إلى مزاولي "مهنة التعفيش" للإجهاز على ما تبقى داخل المنازل. بعد تنسيق مسبق مع قادة النظام في المنطقة.
ونوه، إلى ضرورة حصول كل "معفش " على إذن أو تصريح رسمي يحدد له قطاعًا سكنيًا خاصًا به داخل المدن المفرغة من أهلها، ولا يحق له أن يتجاوز القطاع المخصص له، في حين يجني قادة النظام مبالغ مالية كبيرة لقاء هذه التصاريح.
وبحسب أبو أحمد، فإن العائدات المالية التي يحصل عليها قادة النظام، تختلف باختلاف المنازل والعقارات السكنية المراد سرقتها، فالأحياء المترفة ذات المردود المالي الكبير تمنح للضباط الكبار، أما الأحياء الفقيرة فتمنح للضباط الأدنى رتبة وهكذا..
وكانت قوات النظام قد دخلت إلى مدينة داريا قبل عدة أيام، نتيجة للاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة والذي ينص على إفراغ المدينة ومغادرة نحو 750 من مقاتليها و 4000 مدني إلى محافظة إدلب في الشمال السوري. ضمن سياسة التغيير الديمغرافي التي يتبعها نظام الأسد في محيط العاصمة دمشق وضواحيها.