بلدي نيوز- (خالد وليد)
نشرت ميليشيات "قسد" فيديو تظهر فيه استهدافها لدبابة تركية، كانت تؤمن الإسناد الناري لمقاتلي الجيش الحر خلال معارك (درع الفرات)، التي وفرت فيها القوات التركية الدعم والإسناد الناري للثوار، خلال تحريرهم للعديد من القرى والمدن من الميليشيات الكردية وتنظيم "الدولة".
فبعد التقدم الكبير الذي حققه الثوار بدعم تركي بدأت الميليشيات الكردية بمواجهة الثوار، هذه المواجهات التي انتهت لمصلحة الثوار في أكثر من منطقة، والتي حرروا خلالها العديد من القرى والبلدات الواقعة جنوبي جرابلس .
التقدم السريع للثوار، وعدم وجود غطاء جوي للمرة الأولى لدى ميليشيات "قسد"، كشف ضعفها العسكري الشديد وعدم قدرتها على التشبث لساعات، بمواقع تطلب احتلالها بالنسبة لها عدة أيام، مع غارات مكثفة لطائرات التحالف، لكن هذه المرة تسقط هذه المواقع تباعاً، ومعها يقع المزيد من عناصر الميليشيات الكردية القادمين من تركيا وجبال قنديل بين قتيل وأسير بيد الثوار، ما يثبت أن ميليشيا PYD ليست سوى النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني PKK، الذي تصنفه تركيا كحزب إرهابي، والذي نفذ الكثير من العمليات والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة في تركيا .
سقوط هؤلاء الأسرى بيد الثوار يدعم الموقف التركي خلال دعمها للثوار، بأنه دعم حقيقي ضد الإرهاب، فهم عناصر من منظمة إرهابية تقاتل في سوريا بحجة مكافحة "الارهاب ".
كما أنه يعزز موقفها في وجه أمريكا، التي صرح مسؤولوها أن الميليشيات الكردية انسحبت إلى شرق الفرات، لكن في الواقع لم ينسحب أحد منهم .
صواريخ مضادة للدبابات
وقوع هؤلاء الأسرى الأتراك من الميليشيات الكردية بيد الثوار، سيسبب الإحراج لأمريكا، التي تدعم فرعاً لميليشيا إرهابية في سوريا، واحتمالية انتقال هذا الدعم العسكري إلى المنظمة الأصل، والتي تقاتل ضد الدولة التركية منذ سنوات، وبخاصة الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات، والتي ستزيد فاعلية الكمائن التي تنفذها هذه الميليشيات ضد عناصر الشرطة والجيش شرقي البلاد.
حيث حصلت الميليشيات الكردية على الكثير من أصناف هذه الأسلحة، بداية بصواريخ "ميلان"، التي يعتقد أنها من أوائل الأنواع التي حصلت عليها هذه الميليشيات بداية من نظام الأسد، وصولاً إلى صواريخ "الجافلين" الأكثر تطوراً في العالم، والتي حصلت عليها الميليشيات الكردية بأعداد كبيرة، على الرغم من تجاوز ثمن القاذف مع الصاروخ 200 ألف دولار أمريكي!، ما يظهر أن هذه الميليشيات مدعومة أمريكياً لحد بعيد، وخاصة أن هذه الصواريخ تصنف ضمن الأسلحة التي تسلم "للأصدقاء الموثوقين" .
ما يميز الصواريخ التي حصلت عليها هذه الميليشيات هو وجود كامل التجهيزات مع قواعد الإطلاق، وخاصة تجهيزات الرؤية الليلية التي ترافق هذه القواذف وترفع فاعليتها ليلاً، في رغبة واضحة من الطرف الداعم لرفع فعالية هذه الميليشيات، وإعطائهم القدرة على العمل ليلاً.
في حين اختفت معظم هذه التجهيزات الإضافية، من منصات إطلاق الصواريخ التي حصل عليها الثوار كدعم، وبخاصة صواريخ التاو.
كيف ستقاتل الميليشيات الكردية
تدرك الميليشيات الكردية أنها لا تستطيع الاستمرار في هذه المعركة ضد الثوار، وأنها سوف تكون مجبرة على الانسحاب عاجلاً أو آجلاً، وأنها ستخسر المعركة بانعدام الغطاء الجوي، وستخسر الكثير من العناصر خلالها، وبسبب الظروف المحيطة بالمعركة وخاصة تغير موازين القوى سيكون صعباً عليها تعويض الخسائر البشرية تحديداً في صفوف قواتها .
لكنها لا تستطيع الانسحاب إلى شرقي الفرات بتلك السهولة، خصوصاً مع عدم وجود أمر أمريكي لها بذلك على ما يبدو، فأمريكا ترغب باستنزاف وإحراج تركيا في سوريا، إضافة لوجود أسباب تتعلق بسمعة هذه الميليشيا بين مؤيديها، الذين سيتذمرون من انسحابها إلى شرق الفرات خصوصاً بعد عدد القتلى الكبير الذي خسرته للسيطرة على هذه المواقع مثل منبج .
كيف ستقاتل هذه الميليشيات؟
جملة ما سبق ذكره تعني أنها ستكون مجبرة على القتال لأطول وقت ممكن، استنزافاً لتركيا ومنعا لخسارة مؤيديها، ولعدم وجود أمر بالانسحاب، وانتظاراً لحدوث تحرك أو ضغط أمريكي على تركيا لوقف دعم الثوار في درع الفرات .
ما قد يدفعها للعودة للتكتيكات الأساسية لحرب العصابات التي نشأت عليها، متجنبة المعارك الرئيسية ومحولة جهدها العسكري والبشري لإيقاع خسائر في الجيش التركي بشكل أساسي، وخاصة باستهداف الدبابات والعربات المدرعة المرافقة للثوار، والتي يشغلها جنود أتراك بشكل أساسي، بسبب عجزها عن استهداف الطائرات التركية، وعدم قدرة داعميها على تزويدها بكميات من الأسلحة المضادة للطائرات، لأن هذا يعني أنها قد تصل للثوار أيضاً في حال غنموها منهم وقد يستخدمونها ضد طائرات النظام، إضافة لعدم قدرتها على دخول معارك حقيقية مع الثوار، بسبب عدم كفاءة عناصرها.
الأمر الذي يثبته استهداف إحدى الدبابات التركية خلال تأمينها للتغطية النارية للثوار، أثناء تقدمهم لتحرير منطقة العمارنة، والتي تعتبر أول دبابة تخسرها تركيا خلال دعمها للثوار في حملة درع الفرات، والتي أصابتها الميليشيات الكردية بصاروخ حصلت عليه كدعم من أمريكا أو نظام الأسد .
لكن النتيجة النهائية ستكون انسحاب هذه الميليشيات من المنطقة التي سيتقدم فيها الجيش الحر، والتي من المؤكد أنها ستشمل إضافة لجرابلس منبج ومحيطها، وربما وصولاً حتى الباب، لكنها حتى لحظة انسحابها الحتمي سوف تسعى لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات المتقدمة، لإيجاد مبررات لانسحابها ولتقول أنها خاضت معركة ضد الثوار والجيش التركي غرب الفرات قبل انسحابها.