بلدي نيوز
ارتفعت الأصوات التي تشكو من تردي الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة النظام السوري مؤخرا، من قبل ممثلين معروفين بمناصرتهم لبشار الأسد بشخصه، ووقوفهم خلفه وخلف قراراته التي يصفونها بـ "الحكيمة".
الممثل "مصطفى الخاني"، الذي التقى أسماء الأخرس قبل أسابيع وأبدى إعجابه بها، هاجم حكومة النظام في منشور مطول على فيسبوك، وطالبها بالاستقالة.
وتحدث الخاني في منشوره عن الجلسة الاستثنائية لـ "مجلس الشعب" التابع للنظام، والتي عقدت لمناقشة تدهور الأوضاع المعيشية، قائلا "لتتحمل الحكومة مسؤولياتها أو فلتستقيل، فلم يسبق أن مرت سوريا بوضع مشابه لما نمر به اليوم"، رافضا تعليق الفشل "على شمّاعة الحرب والحصار والمؤامرات"، مضيفا "إذا كان أعضاء الحكومة لا يستطيعون تقديم شيء فليتحملوا نتيجة فشلهم، وليأتي أعضاء حكومة من الأخصائيين الذين يستطيعون إدارة الأزمة، ضمن ما لدينا من معطيات صعبة وحصار".
وضمن جلسة استثنائية لـ "مجلس الشعب" أقر رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس بكارثية الأوضاع المعيشية في سوريا، ورغم أنه وصّف المشهد بكامل تفاصيله، لكنه لم يتطرق إلى أية "حلول أو مخارج"، متحدثا عن "عدم امتلاك أعضاء حكومته هوامش التحرك المناسبة".
وجاء انعقاد الجلسة "استثنائيا"، الاثنين، بعدما تدهور سعر صرف الليرة السورية في سوق العملات الأجنبية إلى مستويات قياسية، كاسرا حاجز 12 ألف مقابل الدولار الأميركي الواحد.
الممثل "كرم الشعراني"، المعروف بشخصية "أبو مريم" في مسلسل "كسر عضم" سخر من الجلسة ووصفها بالمسرحية في منشور على فيسبوك قائلا "هذا النوع من المسرحيات أصبح مملا ومقرفا ويثير الغثيان، والنص أكثر قرفا واشمئزازا والأكثر من ذلك كله، هو وقاحة الممثلين اللامحدودة".
أما الممثل "بشار إسماعيل"، فقد شرح في منشور نشره على "فيسبوك" الطريقة التي تحسب فيها حكومة النظام أسعار السلع الاستهلاكية، قائلا "راتب ١٠٠ ألف وكيلو القهوة بـ ١٠٥ آلاف أما كيلو الشاي بـ ١٠٠ ألف، فالحكومة تجمع سعر كيلو الشاي مع كيلو القهوة ١٠٠٠٠٠ + ١٠٥ آلاف = ١٠ ليرات سورية، والجمع دائما يتم بهذه الطريقة يعني بضل مع المواطن ٩٠٠٠٠ ألف".
وتابع ساخرا "هنا نستنتج أن الحكومة تجمع دائما بهذه الطريقة والنتيجة دائما صحيحة، أما طريقة جمع المواطن الغبي لا تتناسب مع العملية الحسابية، التي تتمخض عنها عبقرية الحكومة الرشيدة".
ودعت الممثلة السورية غادة بشور، السوريين عبر لقاء إذاعي إلى "التحلي بالصبر لأنه الخيار الوحيد"، أمامهم في ظل تفاقم سوء الأوضاع المعيشية.
وناشدت سيدة الأعمال السورية لمى الرهونجي، "حكومة النظام" مطالبة إياها بتخفيض عدد ساعات التقنين، بسبب موجة الحر التي تضرب سوريا، مؤكدة أنه من "غير المنطقي أن تأتي الكهرباء ساعة واحدة فقط، كل 5 ساعات يوميا، وهناك مناطق لا تأتي فيها الكهرباء إلا كل 11 ساعة".
ولفتت إلى أن سوريا أصبحت فقط للأشخاص الذين يملكون المال أما "المعترين" لا يجدون ماء باردا ولا ماء للاستحمام، كما أن طعامهم يتعفن بسبب انقطاع الكهرباء، وعدم قدرتهم على تبريده في الثلاجة.
الممثل "قاسم ملحو" بدا متفائلا بعض الشيء إذ دعا إلى إيجاد حلول، لكنه لم يوضح من الذي سيجد حلا وكيف، فقال في منشور على فيس بوك "هالايام صعبة ع كل اللي بالبلد باستثناء الحرامية، تعالوا نجرب نلاقي حل، وبلاها قصة التخوين والسب والشتم ماح يفيدونا بشي بهالمطرح، تعوا نجرب نوقف هالنزف بدل مانتبادل الاتهامات".
وتابع "ياناسي ياولاد بلدي يللي بتحبوا سوريا اللي عايشين فيها والا عايشه فيهن وهن براتها، ماحدا احسن من حدا، سوريتنا لنا وحدنا، نحن ولادها، شربنا مياتها واتدفينا بشمساتها وتعلمنا بمدارسها، وتعالجنا بمشافيها، وأكلنا من خيراتها، تعالوا نلاقي حل".
جميع هؤلاء الفنانين، لم يتطرقوا إلى رأس الفساد المسؤول عن تعيين الحكومة وعن أعضاء مجلس الشعب، معتبرين أن بشار الاسد لا علاقة له بما يجري، فهو يحارب الفساد، ولكن ذلك يحتاج وقتا.
وفي آذار الماضي كان "برنامج الأغذية العالمي" قال إن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.
ووسط تسارع انهيار الليرة السورية وتجاوزها حاجز 12 ألف ليرة سورية، وضعف قيمتها الشرائية، يزداد تراجع دور "الدولة" أكثر وأكثر يوما بعد آخر، عن أداء واحباتها في تأمين أدنى مستلزمات الحياة الأساسية، من ماء وكهرباء مع قفزات كبيرة للأسعار السلع بشكل يومي.