بلدي نيوز – (إبراهيم رمضان)
طرحت الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية تساؤلات عدة، فمن تقدم جيش الفتح في حلب، إلى تحرير جرابلس بعملية (درع الفرات)، ونيتها التقدم إلى مدينتي منبج والباب، وبرود جبهات متعددة في الساحل والجنوب، انتهاءً بإفراغ داريا من أهلها.
ولعل أهم التساؤلات المطروحة، هل انتهى المجتمع الدولي من تقاسم الكعكة السورية؟ وبدأ تنفيذ ما اتفقت عليه الدول العظمى.
إجابة على هذا السؤال، قال العقيد المتقاعد (عامر بكران) في حديث لبلدي نيوز "انكشفت اللعبة وبدأت تظهر نتائجها على الأرض، للأسف الشديد سقطت المعارضة في الفخ الذي نصبه النظام بمساعدة المجتمع الدولي، وذلك بحصر المعارضة في الشمال السوري، والتمهيد لإقامة الدولة العلوية، أو سوريا المفيدة كما يسميها النظام، وذلك بنقل معارضيه إلى الشمال، والتفرد بالسيطرة على المنطقة الجنوبية ودمشق، والمنطقة الوسطى، إضافة للساحل السوري".
وتابع العقيد المتقاعد "كان إفراغ الزبداني بهدنة الزبداني–كفريا الفوعة المزعومة، صفعة قوية للمعارضة، فخسرت الأولى وربحت كل من كفريا والفوعة اللتين تعيشان دون منغصات، اليوم يتكرر السيناريو لكن بصفعة أقوى فإفراغ داريا دون مقابل".
وأضاف بكران "سوريا تتجه بهذا الأحداث إلى التقسيم، وحصر المعارضة السورية في الشمال، تحديداً في حلب وإدلب، وربما نتوقع بالأيام القادمة انسحاب النظام وميليشياته من مدينة حلب، فتكون الخريطة الجديدة على الشكل الآتي، النظام تكون له المنطقة الساحلية والمنطقة الوسطى، إضافة لدمشق وريفها والمنطقة الجنوبية، التي تسارعت فيها المصالحات مع النظام في المرحلة الماضية، بينما تنحصر المعارضة في حلب وإدلب، وأجزاء من ريف حماة الشمالي ومع تحرير جرابلس والباب ومنبج، تفشل الميليشيات الكردية بإقامة دولتها، وتنحصر بأقصى شمال شرق سوريا، بينما تبقى المناطق الأخرى مناطق نزاع بين تنظيم الدولة وباقي الأطراف".
وأكد بكران، أن الخاسر الأكبر هي المعارضة السورية، إذ أنها انحصرت في منطقة تنعدم فيها مقومات الحياة الضرورية من النفط والصناعات وغيرها، بينما يستفرد النظام بالمناطق الأكثر حيوية، ومنافذ متعددة للتجارة والاستيراد والتصدير ويعد الرابح الأكبر، في حين تحظى الميليشيات الكردية وتنظيم "الدولة" بآبار النفط ومنطقة زراعية واسعة.
وأشار إلى مؤشرِ خطير في حال سارت سوريا إلى التقسيم، وهو ضغط النظام على معارضيه الموجودين في دمشق واللاذقية وغيرها، من المناطق الواقعة تحت سيطرته لإجبارهم على النزوح إلى الشمال السوري، سعياً منه للتخلص من السنة والتغيير الديموغرافي الكامل.
لكن الحل يمكن وفق بكران، بإفشال هذا المشروع بعملية عسكرية شبيهة بمعركة فك الحصار عن حلب في الساحل السوري، ويعتبر أن العملية في الساحل أسهل منها في حلب، فما أن تنكسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام عن مدينة اللاذقية، حتى تنهار قوات النظام وصولاً إلى المدينة نفسها وهذا ما رأيناه في العام 2013م، عندما انهارت قوات النظام تباعاً وسيطر الثوار يومها على أكثر من 15 قرية في ريف اللاذقية، عندها ستختلط الأوراق وسيكون للمعارضة السورية اليد العليا في فرض الحل المناسب بعيداً عن التقسيم.
يذكر أن قوات النظام تتقدم بشكل بطيء في ريف اللاذقية من عدة محاور، أهمها جبل كبينة وجبل التركمان، في سعي منها لبسط السيطرة الكاملة على ريف اللاذقية، بعدما سيطرت على المرتفعات والمراصد العالية، متبعة سياسة القضم البطيء وخاصة أثناء انشغال فصائل المقاومة السورية بمعركة حلب.