بلدي نيوز - (محمد خضير)
تمكن الشاب السوري "محمد نادر الحمصي" من مواجهة كل تحديات التهجير والنزوح إلى الأردن، لينجح بإرادته وإصراره من تحصيل المركز الأول بين الطلاب الوافدين في جامعة فيلادلفيا بالأردن، بمجال الرياضيات، وذلك بنسبة مئوية قدرها 98 بالمئة.
بدأت رحلة التهجير لدى عائلة "محمد" في عام 2012 وكان يبلغ حينها من العمر 14 عاما، حيث غادرت عائلته مدينة دمشق متوجهة إلى الأردن، ليبدأ مسيرته التعليمية التي لم تخلُ من الصعوبات والعقبات.
يقول "محمد" في حديث خاص لبلدي نيوز "لدى وصول عائلتي إلى الأردن عام 2014، أراد والدي العمل ففتح مشروعا، لكن للاسف لم يكتب له التوفيق، وخسر ما يقارب 70 ألف دينار أردني".
يضيف محمد أنه "عقب خسارة والده، بدأت تواجههم العديد من العقبات، وخاصة في مجال التعليم، فانتقل من مدرسة خاصة إلى مدرسة عامة".
لم تقف تلك الصعوبات حائلا إذا تابع "محمد" دراسته، وقدم امتحان التوجيهي بدراسة ذاتية، لينال معدلا عاليا، أهلّه لدخول جامعة "فيلادلفيا" بمنحة ممولة، وبالتزامن مع ذلك حصل على دعم معنوي كبير من عدة الأشخاص، بعد أن كان فاقدا للأمل بشكل كامل.
بعد سنوات الدراسة تمكن "محمد" من الحصول على درجة البكالوريوس بمعدل قدره 98%، وتم تكريمه من وزير التعليم العالي لحصوله على المركز الأول على الجامعة، والخامس على مستوى الأردن بين الطلبة المغتربين.
يسعى "محمد" الآن ان يكمل دراسته فحاول التقديم على منحة بالولايات المتحدة لكن لم ينجح في ذلك، مؤكدا أنه سيكرر المحاولة العام المقبل.
يبحث "محمد" حاليا عن عمل في مجال التدريس، لكنه تواجهه مشكلة، وهي عدم القدرة على العمل في هذا المجال، كونه لا يحمل الجنسية الأردنية، وإن أراد أن ينال درجة الماجستير، فيجب أن يدرس على حسابه الشخصي، ما سيكلفه ثلاثة أضعاف ما يدفعه المواطن الأردني.
قصة "محمد" ليست الوحيدة في قصص نجاح السوريين، الذين تحدوا الصعوبات في الخارج، إذ تمكن الشاب السوري "جيورجوس محمد أنور تلاوي" في الاردن من إحراز المركز الأول في اختصاص التكنولوجيا الحيوية وهندسة الجينات في جامعة "فيلادلفيا" الأردنية، متفوقا على كافة أقرانه الوافدين.
وفي 12 سبتمبر الماضي، حصد طالب سوري ينحدر من مدينة درعا، درجة الامتياز في كلية "تكنولوجيا المعلومات" في إحدى الجامعات الأردنية.
وقبلها بأيام، حصد الطالب السوري "عزيز سيفيم" المركز الأول في مسابقة للفنون الجميلة على مستوى المدارس الثانوية التركية، متفوقا على عشرات اللوحات المشاركة في المسابقة.
وذكر موقع "batman cagdas" التركي وقتها، أن الفتى "عزيز" طالب في الثانوية في المرحلة قبل الأخيرة، ولجأ إلى تركيا قبل 8 سنوات، واستقر مع عائلته في مدينة باتمان.
