بلدي نيوز - (نور مارتيني)
تشهد جرابلس محاولات حثيثة لإعادة الحياة إليها، خاصة بعد بدء عودة الأهالي المهجرين بفعل المعارك، أو بسبب تركهم المدينة بعد سيطرة التنظيم على المدينة والتي استمرت قرابة الثلاثة أعوام.
حول التطورات الميدانية، يصرّح أحد قادة الفصائل العسكرية المشاركة في غرفة العمليات: "بعد اشتباكات دامت لمدة أكثر من ثلاث ساعات، تمكنّا من دحر ميليشيا قسد والوحدات الكردية، فهم لم يصمدوا طويلاً أمام ضربات مقاتلينا"، ويوضح القيادي في "درع الفرات"، أن أولى القرى المحررة هي قرية يوسف بيك والتلال المحيطة بها، وماضون في التقدّم نحو الأمام حتى إتمام الهدف الذي خرجنا من أجله".
من جهة أخرى، فقد أعلنت غرفة عمليات "درع الفرات" عن تمكنها من صد هجوم لتنظيم الدولة علی بلدة "الراعي" من التنظيم، الذي حاول التسلل إلى القرية، إلا أن خسائره وصلت إلى 20 مقاتلاً، وأوضحت المصادر العسكرية أن الطريق إلى مدينة الباب بات سالكاً بشكل كامل.
في السياق ذاته، يوضح السيد "محمود العلي"، رئيس المجلس المحلي لمدينة جرابلس أن عناصر تنظيم "الدولة" قد فرّت خارج المدينة، ولاحقتها قوات الجيش الحر، وقد ألقى أفراد الجيش الحر القبض على اثنين من عناصر التنظيم في المدينة خلال الليلة الماضية، ويلفت (العلي) إلى أن المجلس المحلي قد طالب بإيداع هذين الأسيرين في السجون، لأن المجلس المحلي عازم على إنشاء مجمع قضائي كبير خاص في مدينة جرابلس، يودع فيه عناصر التنظيم وقسد وPYD، ومحاكمتهم كلّ وفق الجرم الذي ارتكبه.
ويلفت رئيس المجلس المحلي في جرابلس إلى أنه بحسب الإحصائية الرسمية المتوافرة لدى المجلس، فقد بلغ عدد سكان جرابلس نحو خمسة آلاف نسمة كانوا يعيشون في المدينة قبيل انطلاق معركة (درع الفرات)، إلا أنه وقبل بدء المعركة، وفي المرحلة التمهيدية التي سبقتها بنحو ثلاثة أيام، هرب نحو 3 آلاف نسمة من المدينة، خوفاً على أرواحهم أو على أطفالهم، وبعد تحرير المدينة، عاد أكثر من هذا العدد إلى المدينة.
كما يؤكد السيد (محمود العلي) رئيس المجلس المحلي في جرابلس إلى أنهم في المجلس قد توصلوا إلى اتفاقية مع السلطات التركية حيث أعلنوا للمواطنين في جرابلس وريفها، أن كل مواطن يرغب في العودة إلى بيته يمكن أن يسجل اسمه لدى المجلس المحلي في جرابلس، كي يتواصل المجلس بدوره مع الجهات التركية لتسهيل عودتهم إلى بيوتهم واسترداد ممتلكاتهم ومتعلّقاتهم الشخصية.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس المحلي في مدينة جرابلس قد عمد إلى الكثير من الخطوات التي من شأنها أن تسهل عودة المدنيين إلى بيوتهم، فبحسب الناطق الرسمي باسم مجلس أمناء الثورة، وفر المجلس المحلي بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي مطبخاً متحركاً قادراً على تغطية احتياجات نحو 5000 شخصاً من الطعام يومياً، بالإضافة إلى تأمين احتياجاتهم من اللباس والمواد الغذائية الأساسية.
من ناحية أخرى، لم تتوقف المعارك في عملية "درع الفرات" عند حدود التنظيم، بل امتدت إلى المناطق التي تحتلها ميليشيا قسد، حيث تمكن الثوار من السيطرة على قرية المزعلة جنوب غرب جرابلس، وحرروها بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر ميليشيا قسد.