بلدي نيوز – حمص (حسام محمد)
يعد حي الوعر في حمص، آخر معاقل المقاومة السورية، مثالاً واضحاً للتقاعس الأممي حيال مصير أكثر من مائة ألف مدني يعانون أشد أنواع الحصار الذي تفرضه قوات الأسد وموالوه من ميليشيات طائفية، والتي تطال كافة جوانب الحياة.
الناشط في مركز حمص الإعلامي "محمد السباعي" قال لبلدي نيوز: "إن حصار حي الوعر في حمص تجاوز كافة الخطوط الحمراء، الإنسانية والأخلاقية والطبية والغذائية، لكل ما يسمى بالأمم المتحدة وغيرهم من المنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان".
واستطرد: "بعد 11 يوماً من انقطاع الكهرباء فقط، استنفد الأهالي آلاف اللترات من المحروقات المخزنة، لتقع الكارثة فيما بعد على الجانب الطبي مع انقطاع المحروقات، حيث باتت مصائر العشرات من المصابين والمرضى والجرحى في خطر".
كما إن الفرق الطبية من إنقاد ودفاع مدني وغيرهم، باتوا مهددين بشكل مباشر بالتوقف الكامل عن العمل جراء سياسة الحصار التي تظهر رمادية الأمم المتحدة في التعامل مع الشق الإنساني، ومدى الأعمال الإجرامية التي يمارسها النظام السوري وموالوه من الميليشيات بحق أكثر من مائة ألف مدني لا ذنب لهم.
أما على الصعيد الإغاثي، فالحرمان هو المسيطر على الحي، فقوات النظام لا تسمح بعبور مواد الخبز والأغذية رغم العديد من الوساطات، وإن سمحت حواجز النظام بعبور شيء فهي لا تكفي إلا لفترات وجيزة ولا تقارن بما يفقده الحي من أدنى مقومات الحياة الضرورية.
وأضاف السباعي أن الحي يتعرض لقصف متكرر بالأسطوانات المتفجرة وقنص من برج الغاردينيا ومشفى حمص الكبير، فيما دخلت آخر قافلة إغاثة أممية في منتصف تموز المنصرم، أما عملية التفاوض مع مندوبي الأسد فما زالت مجمدة، بسبب انعدام الثقة بالنظام من قبل لجنة تفاوض الحي بعد قيام قوات النظام باعتقال اللجنة.
ولا تسمح حواجز النظام بالخروج من الحي إلا للطلاب والموظفين العاملين في مؤسسات الدولة، أما بقية المدنيين فيمنعون من الخروج أو الدخول، وهذا خلاف اتفاق الهدنة المبرمة مع لجنة الحي.