بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
تشهد مدينة الحسكة خلال الأيام الثلاثة الفائتة، حالة من التوتر والاحتقان بين مليشيات النظام من جهة، وحليفه الاتحاد الديمقراطي PYD من جهة أخرى، دون معرفة أسباب التوتر، كان نتيجتها اعتقالات بالجملة بحق المدنيين من الجانبين العربي والكردي، وعدد من رؤساء الدوائر والمؤسسات الحكومية لدى النظام.
وأكد مصدر خاص لمراسل بلدي نيوز أن نحو 100 شخصا اعتقلهم متزعم مليشيا الدفاع الوطني بحي النشوة، الذي تسيطر عليه مليشيات النظام بينهم موظفون وطلبة جامعة أكراد، أثناء مرورهم بحواجزهم، فيما ردت الوحدات الكردية باعتقال عدد من الموظفين العرب، بينهم مدير عام مؤسسة المياه بالحسكة بالإضافة إلى مدير صوامع الحبوب ومديرية الري والمطاحن والأعلاف وعدد من المدراء الإداريين في مؤسسات النظام.
وأضاف المصدر "نتيجة هذه الاعتقالات امتنع مئات الموظفين من الخروج إلى أعمالهم، تخوفا من اعتقالات قد تطالهم أثناء مرورهم بحواجز النظام، والوحدات الكردية".
وأبدى الأهالي تخوفا من اتساع نطاق التوتر وتحوله إلى نزاع مسلح بين الجانبين، وهو الأمر الذي سيطال المدنيين بشكل مباشر، خاصة أن المدينة شهدت في الفترة السابقة مواجهات بين الجانبين أودت بحياة العشرات من المدنيين.
وأشار المصدر إلى أن اجتماعا يضم قادة من الجانبين عقد أمس الأربعاء، لفض الخلاف الحاصل دون أن تصدر أية قرارات لفك احتجاز المختطفين من الجانبين حتى الساعة.
بدورها، أكدت وسائل إعلام مهتمة بشأن الميليشيات الكردية ونظام الأسد في مدينة الحسكة وريفها أن الطرفين يتبعان سياسة التمييز العنصري بين مكونات الشعب السوري في مناطق سيطرتهما.
موقع "يكيتي ميديا" قال إن "القوات التابعة للنظام السوري قامت بالتعرض للشباب الكرد في مركز مدينة الحسكة وأحياء سيطرتها يوم الأربعاء1082016م، ونقل عن شهود عيان تأكيدهم أن "ميليشيا الدفاع الوطني توقف الشباب الكرد على الهوية في مركز مدينة الحسكة وتقوم باستجوابهم وإهانتهم وضربهم أحياناً في شوارع السوق, وجاء هذا كرد على اعتقال القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD للعديد من الموظفين العرب".
كما نقل عن أحد الموظفين (م.ر) تأكيده أن "قوات تابعة للاتحاد الديمقراطي PYD، اعتقلت أمس الأربعاء، عددا من الموظفين العرب وهم على رأس عملهم في مؤسسة صوامع الحسكة ومديرية الري الواقعتين في مناطق سيطرة PYD".
وأضاف إن "هذه التصرفات من الطرفين تخطت كل الحدود وباتت لا تطاق, ويوجد احتقان وسخط كبير لدى المواطنين من المكونين الكردي والعربي من هذه التصرفات".
الصحفي السوري أيمن الحسن، يرى أنه لا يمكن أن تكون هذه الأفعال مجرد تصرفات فردية من قبل عناصر ميليشيات الطرفين، وإنما تأتي من أعلى المستويات الأمنية والقيادية من الطرفين، مضيفاً "لا استبعد أن يكون هناك اتفاق مسبق بينهما على المضي بهذه السياسة بهدف الفرز وتشتيت السوريين من جميع المكونات وصرفهم عن أفعال القوى العسكرية الميليشياوية لكل منهما".
وأكد الحسن في حديثه لبلدي نيوز أن سياسة التمييز بين المكونات السورية اشتهرت بها ثلاثة أطراف دون غيرها (الوحدات الكردية ونظام الأسد وتنظيم الدولة)، مشيراً إلى التنسيق العالي بين الطرفين (حزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد) على مستوى القيادات وادارة المناطق الخاضعة لهما، وفي نفس الوقت نجد مثل هذه التصرفات تدفع إلى الأمام، فكيف لعاقل أن يتقبلها أو يقتنع بها؟