بلدي نيوز
نعى تنظيم"داعش"، اليوم الأربعاء 30 تشرين الثاني/تشرين الثاني، زعيمه "أبو الحسن الهاشمي القرشي".
وقال المتحدث باسم التنظيم، في كلمة صوتية له، إن داعش نصّب زعيمًا آخر يدعى "أبو الحسين الحسيني القرشي"، داعيا إلى مبايعته.
وكانت كشفت أنباء، في أواخر شهر مايو الماضي، عن إلقاء القبض على زعيم تنظيم داعش الجديد، زيد العراقي؛ المكنى "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، بعملية أمنية نفذت في إسطنبول.
وتولى "أبو الحسن" قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه السابق "أبو إبراهيم القرشي" بعملية أمنية أميركية على الأراضي السورية في 3 فبراير (شباط) الماضي.
وأكد موقع "أوضه تي في" التركي أن المعتقل هو "أبو الحسن القرشي"، من دون أن يوضح كيفية حصوله على المعلومات، لافتاً إلى أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيعلن بنفسه خبر القبض عليه.
ويلقب "أبو الحسن الهاشمي"، أو "زيد العراقي، وأيضاً بـ"أستاذ داعش"، حيث كان يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة مزعومة.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية وقتها، عن مسؤولين أتراك، وصفتهم بأنهم "رفيعو المستوى" من دون الكشف عن هوياتهم، أنه جرى إلقاء القبض على الزعيم الجديد لتنظيم "داعش"، وذلك خلال مداهمة جرت مؤخراً في إسطنبول.
وذكر المسؤولون، الذين قالت الوكالة إنهم طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن عناصر من "شرطة مكافحة الإرهاب" و"شعبة استخبارات الأمن" ألقوا القبض على رجل يعتقدون أنه هو الذي يقود التنظيم منذ مقتل زعيمه السابق بعملية أميركية في سوريا خلال فبراير الماضي، وذلك بعد مراقبة مطولة قامت بها الشرطة لمنزل كان يقيم فيه بإسطنبول.
وأكد موقع "أوضه تي في"، أن المعتقل هو "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، لافتاً إلى أن الشرطة لم تطلق النار خلال مداهمة المنزل الذي كان يقيم فيه.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الداخلية التركية أو أي من مسؤولي الأمن حول العملية.
وكان تم إعلان تعيين "أبو الحسن الهاشمي القرشي" زعيماً لـ"داعش" في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت، بعد أسابيع من مقتل "أبو إبراهيم القرشي"، الذي خلف الزعيم الأسبق "أبو بكر البغدادي"، الذي قتل بضربة أميركية في إدلب شمال غربي سوريا في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وكان أبو الحسن أحد 5 مرشحين لتولي قيادة "داعش"، بعد مقتل "أبو إبراهيم القرشي" في 3 فبراير الماضي، لكنه اتبع عملية التمويه التي يمارسها "داعش" في السنوات الأخيرة، عبر منح قياداته الرئيسية عدداً كبيراً من الأسماء والكنى، في محاولة لحماية هوياتهم الحقيقية من أجهزة الاستخبارات.
وكان المرشحون الأربعة لقيادة داعش هم: "أبو مسلم"؛ أحد القيادات الرئيسية في مدينة الأنبار، و"أبو خديجة"، و"أبو صالح"، وهما من قيادات الصف الأول الذين كانوا مقربين من البغدادي، إضافة إلى القائد الميداني "أبو ياسر العيساوي" الذي تتضارب الأنباء حول مقتله.
وأصبح "أبو الحسن"، الذي كان هو المرشح الخامس، زعيماً للتنظيم بالفعل، وهو عراقي يقول التنظيم إنه قرشي النسب، لإضفاء شرعية على اختياره؛ لأن "داعش" يشترط القُرَشِيّة فيمن يتولى منصب القيادة.
و"الهاشمي" هي كنية ثانية لـ"زيد العراقي"، أمير ديوان التعليم سابقاً في التنظيم، وهو يختلف عن "أبو زيد العراقي" أحد القيادات الميدانية في "داعش".
وعادة ما يعرف زعماء "داعش" بأكثر من كنية؛ فـ"أبو بكر البغدادي" هو نفسه "إبراهيم عواد البدري" و"أبو دعاء السامرائي".
كما أن "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" هو نفسه "حجي عبد الله قرادش"، و"أبو عمر قرادش".
ويعد زيد العراقي أحد قيادات الصف الأول القلائل المتبقين على قيد الحياة، وجميعهم متحدرون من العراق ويعرفون بـ"الأمراء العراقيين" داخل التنظيم، ويتحكمون في كل شيء داخله، ويديرون العمليات الميدانية.
وتدرج زيد العراقي على مدار سنوات داخل تنظيم "داعش"، وتولى مناصب أمير ديوان القضاء والمظالم، والمسؤول عن إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية، وأمير ديوان التعليم، ويعد أحد القيادات التي تصف نفسها بـ"الشرعية"؛ أي الدينية، داخل التنظيم، ويعدّ من قيادات الصف الأول المقربة من مؤسس التنظيم وزعيمه الأول؛ أبو بكر البغدادي.
وفي 3 فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة مقتل "أبو إبراهيم القرشي" بعملية أمنية في شمال غربي سوريا، حيث نبه المسؤولون الأميركيون إسرائيل وتركيا وروسيا، ومن توجد لهم قوات في المنطقة، قبل وقت قصير من بدء المهمة لتجنب أي حادث عرضي.