بلدي نيوز - (خاص)
تغيب المحروقات عن الأسواق، مع انطلاقة موسم زراعة القمح في شمال غرب سوريا، ما أسهم بارتفاع أجور الحراثة إلى مستويات قياسية، ترهق كاهل الفلاح المنهك أصلا من تبعات الحرب، وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية.
وفي هذا الصدد، يقول المزارع "باسم الأحمد" المنحدر من منطقة سهل الغاب لبلدي نيوز؛ "اشترينا لتر المازوت بحوالي 14 ليرة تركية، بعد بحث مطوّل عن المادة، وسط خلو محطات الوقود من المازوت (صنف محسن)، الأمر الذي أسهم بارتفاع أجور الحراثة وتهيئة الأرض، حيث وصل أجر حراثة الدنم الواحد إلى 5 دولارات، عدا المراحل المتبقية، وهذا رقم قياسي جداً، ولم يسجل مسبقاً".
من جهة أخرى، يؤكد المزارع "فادي السلوم" أنه اضطر لتأجير أرضه هذا العام، بسبب عدم قدرته على زراعتها وسط ارتفاع أسعار الأسمدة، وأجور الحراثة وفقدان مادة المازوت، ممّا أسفر عن تحكم أصحاب الجرارات بأسعار الحراثة والتي فاقت الـ 100$ للعشر دونمات، بين حراثة وبذار وتهيئة كاملة، إضافة لسكن "فادي" في مخيمات النزوح وعجزه عن تأمين تدفئة لأسرته في الخيمة حتى يستطيع تأمين محروقات وأجور لزراعة أرضه.
وفي السياق، برر الشاب "رامي الخلاد" وهو صاحب جرار زراعي ارتفاع أجور الحراثة، إلى ندرة وجود المازوت وارتفاع ثمنه لدى السماسرة، بالتوازي مع ارتفاع ثمن الزيوت المعدنية، وهذا كله أثر على أجور الحراثة ومراحلها المختلفة، وفق قوله.
وأضاف أن "الجرار يحتاج لحراثة الدونم الواحد بين 3 إلى 5 لتر مازوت بحسب الاستطاعة".
وبالتوازي مع ذلك، يلفت المزارع "نوري الحمدان" إلى أنه كان ينتظر القرض الحسن الذي أعلنت عنه حكومة الإنقاذ لإتمام عملية الزراعة، بيد أن ذلك القرض جاء مخيبا للآمال، إذ فرضت حكومة الإنقاذ سعر طن القمح التي تنوي اقراضه للمزارعين بـ 510$، ويسدد في الشهر السابع من العام القادم، في حين أن سعر طن القمح اليوم في الأسواق لا يتجاوز الـ 400$، والقرض الحسن يمد المزارع بـ 40% من متطلبات الزراعة، وبالتالي لم يعد اسمه قرضا حسنا، بل أصبح يعتمد على الربح في ميزان حكومة الإنقاذ، بحسب ما جاء على لسان المزارع.
وفي جولة لمراسل بلدي نيوز على محطات الوقود في جنوب وغرب محافظات إدلب، رصد تواجدا متقطعا وخجولا لمادة المازوت المحسن في محطات الوقود، التي تشهد طوابير طويلة للسيارات والجرارات، إلا أن كمية التعبئة لا تتجاوز 15 لتر من المازوت المحسن للألية الواحدة، في حين أن المازوت من نوع مستورد أول والمعروف باسم أوربي، متواجد بكثرة بسعر يصل إلى 20 ليرة تركية.