بلدي نيوز
قال الرئيس التركي إنه لا يستبعد لقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، "عندما يحين الوقت"، في خطوة قد تقود إلى تطبيع كامل للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها أردوغان إلى بشار الأسد بـ"الرئيس السوري"، موضحين أنه يسعى لتحقيق عدد من الأهداف من خلال الحديث عن التطبيع مع نظام الأسد.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في اجتماع براغ للمجموعة السياسية الأوروبية "حتى الآن مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال، لكن لا يمكنني القول إنه من المستحيل بالنسبة لي لقاء الأسد". أضاف "عندما يحين الوقت المناسب يمكننا الذهاب في طريق اللقاء مع الرئيس السوري".
وقال المحلل السياسي التركي، طه أغلو، إن تصريحات إردوغان عن لقاء الأسد ليست جديدة، لكن كان من اللافت استعماله لـ"الرئيس السوري" على عكس المرات السابقة حيت كان يصفه برئيس النظام السوري أو نظام الأسد.
ولطالما وصف إردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ"القاتل". وقال في أيار إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده إلى "أفواه القتلة".
ويرى المحلل المصري، علي رجب، أن "هذا الموقف يعبر عن براغماتية إردوغان في السياسة الخارجية، بما يحقق أهدافه".
ويشير "رجب" إلى أن إردوغان يسعى لتحقيق العديد من الأهداف في مقدمتها عدم تحمل أنقرة كلفة الصراع السوري، وأيضا عودة النازحين السوريين من تركيا إلى سوريا، بعد تراجع الملف السوري والمهاجرين إلى أوروبا في ظل الحرب الأوكرانية، وفي ظل التدهور الاقتصادي التركي".
ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بعيد لقاء إردوغان في الخامس من آب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا، حيث تقدم موسكو دعما كبيرا لبشار الأسد في مواجهة مجموعات مدعومة جزئيا من أنقرة.
ويرى المحلل التركي طه أغلو إن هناك إردوغان بعدا داخليا لتصريحات إردوغان بشأن دمشق، فهو يسعى للاستفادة من النظام السوري لقطع الطريق على المعارضة التركية قبيل إجراء الانتخابات.
ويستبعد طه أغلو عقد لقاء بين إردوغان والأسد "في ظل وجود ملفات شائكة إذ إن لدى سوريا شروطا للتطبيع مع تركيا، منها الانسحاب من الأراضي السورية، فيما يتحدث إردوغان عن مكافحة الإرهاب ما يجعل من الصعب تحقيق اللقاء ويجعل الحال يستمر كما هو عليه إلى حين إجراء الانتخابات وهو ما يخدم إردوغان"، بحسب قوله.
وآب الماضي، نفى وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو، وجود أي تواصل مباشر راهنا بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، رغم مطالبة روسيا بذلك منذ زمن طويل، على حد قوله. لكنه أشار إلى عودة التواصل مؤخرا بين أجهزة استخبارات البلدين بعد انقطاع.
وقالت أربعة مصادر لوكالة رويترز إن رئيس المخابرات التركية عقد اجتماعات متعددة مع نظيره السوري في دمشق في أيلول في مؤشر على الجهود الروسية لتشجيع ذوبان الجليد بين الجانبين.
ويرى المحلل "رجب علي" أن إردوغان يسعى أيضا إلى الحصول على موقف سوري داعم في الصراع على غاز شرق المتوسط، وهو هدف تركي يشكل حصوله على دعم دمشق وبيروت إنجازا له في ظل التحالف المصري اليوناني القبرصي".
المصدر: الحرة