بلدي نيوز
أكد قيادي كردي معارض للنظام السوري، أن حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الذي تقود وحداته العسكرية قوات "قسد" ويعتبر المشرف الرئيسي على ما يسمى "الإدارة الذاتية"، دخل في لعبة خطرة مع اللاعبين الدوليين الكبار، واليوم يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بين الخيارات القائمة.
وقال فؤاد عليكو، وهو عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا (أحد أطراف المجلس الوطني الكردي)، إن الخيارات الأمريكية الممنوحة لـ "ب ي د" تقوم على فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني والنظام، وبناء علاقات طبيعية مع تركيا ومع المعارضة السورية وتوفير أرضية مستقرة لإدارة المنطقة بتوسيع دائرة المشاركة لمكونات المنطقة، بما فيها المجلس الوطني الكردي، وفقا لموقع باسنيوز الكردي.
وأضاف أن "ب ي د" أمامه أيضاً أمامه الطرح الروسي الذي يؤكد على ضرورة الحوار مع النظام بغية الوصول إلى تفاهم معه حتى يتمكن الروس من حمايتهم من التهديد التركي المستمر.
وأردف، هكذا نجد أن "ب ي د" يعيش وضعاً صعباً أمام الخيارات المتاحة، لكن يبدو أنه اتخذ القرار بالتعامل مع الروس بدل الطرح الأمريكي، رغم إيجابيته، والذي سيفضي إلى تمكين مكونات المنطقة من إدارة مناطقهم بحرية وأريحيه.
وواستدرك عليكو قائلا: "لكن الصعوبة تكمن في فك الارتباط مع (العمال الكردستاني) هذا من جانب، ومن الجانب الآخر لقد حسم (العمال الكردستاني) موقفه سلفاً حيث يعتبر نفسه حليفاً استراتيجياً لروسيا وإيران ومن الطبيعي أن يوجه (الاتحاد الديمقراطي) لقبول الاقتراح الروسي، وعليه هم الآن في حوار مع النظام".
وأكد عليكو، أن "ب ي د" لا يوجد لديه شيء يقدمه سوى الاندماج في جيش النظام وتطبيق قانون الإدارة المحلية مع منح ساعتين أسبوعيا لتدريس اللغة الكردية، مشيراً إلى أن "قمة طهران بين روسيا وتركيا وإيران في 19 تموز تصب في هذا الاتجاه وتدعمه".
وقال عليكو: "أعتقد أن أمريكا تراقب عملية الحوار بين النظام و (ب ي د) لكن بالتأكيد لن تقبل أن تدعم أية جهة محلية على وفاق مع النظام وروسيا، وخاصة أن العلاقات الروسية/ الأمريكية في سوريا لن تكون سلسة بعد الصراع في أوكرانيا".
وختم فؤاد عليكو حديثه بالقول: "المنطقة تعيش حالة قلق مستدام، ولا يُعرف إلى أين سيؤول مصيرها في المرحلة المقبلة نتيجة هذا الوضع الجيوسياسي المعقد".
وتشهد مناطق التماس بين مناطق العمليات التركية شمال سوريا ومناطق سيطرة "قسد"، اشتباكات مستمرة، زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية مع دخول الطيران التركي المسير بالمواجهة، دون أن يسفر التصعيد عن أي تغيير في خارطة السيطرة منذ توقف عملية "نبع السلام" منذ أكثر من عامين.
وتهدد تركيا بشم عملية عسكرية ضد "قسد" التي تقودها الوحدات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" منذ أكثر من شهرين، وكانت أبرمت تركيا اتفاقيات منفصلة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا أثناء عملية "نبع السلام" التي أطلقتها في شمال سوريا في 9 تشرين الأول 2019، وبموجب التفاهمات، تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بانسحاب "قسد" حتى عمق 30 كيلو متراً من الحدود التركية، إلا أنهما لم تفيا بوعودهما، بحسب التصريحات التركية الأخيرة التي توعدت بشن عملية جديدة ضد "قسد" شمال سوريا.