بلدي نيوز
أراد المُعلم السوري قاسم جمعة تخفيف وطأة الحرب والنزوح عن ابنته التي فقدت السمع والنطق، فصنع لها ولإخوتها ألعابًا مبتكرة من أدوات بسيطة لكنها أدخلت السرور على قلوبهم وفتحت له باب رزق آخر.
قاسم الذي يعمل مُعلم رياضيات بإحدى مدارس إدلب في الشمال السوري، ابتكر ألعابا يدوية بسيطة لابنته حتى لا تجد نفسها مختلفة عن الآخرين، فصار لها وطن بعد النزوح والدمار.
يقوم الأب بجمع مواد تالفة وإعادة صنعها وهيكلتها وهي تعمل بمبدأ الضغط والحركة الميكانيكية، يقول "أصبحوا سعداء وفرحين بهذه الألعاب أكثر من الألعاب الأخرى".
وتابع "جاءتني الفكرة من مشاهدة بعض مقاطع الفيديو عن طريق تحريك الأدوات مثل محركات كبيرة وسيارات كبيرة، فقمت بصناعة هيكل مبسط عنها".
ويعاني قاسم ظروفًا معيشية متدهورة، ويسعى لتوسيع عمله وزيادة إنتاجه من أجل توفير حياة كريمة لعائلته.
يقول "المُعلم لا يستطيع أن يثري أو أن يؤمن احتياجاته الخاصة من الماء والطعام، لذلك قمت بصناعة هذه الألعاب حتى أستعيض عن شرائها وأقوم بشراء المواد الغذائية".
وفي الختام يتمنى الأب السوري لو بمقدوره أن يعيد السمع لابنته حتى تجد نفسها مثل الأطفال الآخرين، ولا تفكر في أشياء أخرى أو لا تستطيع أن تقوم بأشياء معينة تجعلها مختلفة عن بقية الأطفال، وفق تعبيره.
ويوجد نحو مليونين و800 ألف نازح في شمال غربي سوريا وفقًا للأمم المتحدة، ونزح ما يقرب من 13 مليونًا و500 ألف شخص في جميع أنحاء سوريا من ديارهم منذ عام 2011، وما زال نصفهم تقريبًا نازحين داخل البلاد بينما لجأ الآخرون إلى خارجها.
ويعيش نحو 60% من هؤلاء السوريين في شمال غربي البلاد في مخيمات للنازحين داخليًّا، حيث تتكدس العائلات الكبيرة في خيام واهية وتكافح من أجل البقاء دافئة ولإطعام أطفالها.
وتعاني مخيمات النازحين السوريين انعدام الخدمات الأساسية، ويواجه السكان صعوبات عديدة وخاصة في فصل الشتاء عندما تغمرها الأوحال
المصدر. الجزيرة نت