شح المحروقات يغلق آخر ورشة لنفخ الزجاج في سوريا - It's Over 9000!

شح المحروقات يغلق آخر ورشة لنفخ الزجاج في سوريا


بلدي نيوز - (فراس عزالدين) 

كشف "شيخ كار" حرفة صناعة الزجاج اليدوي "أحمد الحلاق" -وهو صاحب آخر ورشة للنفخ في الزجاج- إنه مضطر لإغلاق ورشته خلال أيام قليلة، بعد الانتهاء من تجهيز آخر طلبية متفق عليها مع أحد زبائنه، بسبب عدم توفر الوقود، وفق تقرير نشره موقع "اﻻقتصادي" الموالي.

وبحسب "الحلاق"؛ فإن فرنه (الذي يعد أصغر فرن استخدم لصناعة الزجاج بتاريخ المهنة) يحتاج 180 ليتر مازوت يوميا، و5000 ليتر شهريا، مؤكدا أنه لم يستلم من مخصصاته التي تبلغ 4500 ليتر شهريا سوى دفعة واحدة طيلة العام الجاري، وكانت الدفعة 4000 ليتر واستلمها منذ ما يزيد عن 3 أشهر.

وأضاف "الحلاق"، أن سعر ليتر المازوت في السوق السوداء وصل إلى 4000 ليرة سورية، وأنه دفع في آخر دفعة اشتراها 3500 ليرة لليتر الواحد، الأمر الذي جعله غير قادر على تحمل الخسارة في حال استمر بالعمل.

وأكد "الحلاق"، أنّ هناك طلبيات خارجية تصله من فرنسا وأوروبا ودول الخليج، لكن عدم توفر الوقود وارتفاع سعره في السوق السوداء سبب خسائر كبيرة للورشة، ما أجبره على اتخاذ قرار الإغلاق".

وبحسب "الحلاق"، فقد قدم العديد من الطلبات إلى جمعية الحرفيين و"اتحاد الحرفيين" و"وزارة السياحة" لتأمين مخصصاته من المازوت لكن دون جدوى.

وتعتبر ورشة "الحلاق" آخر ورشة نفخ لصناعة الزجاج اليدوي في سوريا. 

وتشهد مناطق النظام، أزمة نقص في المحروقات، بينما تبرر وزارة النفط والثروة المعدنية، بأن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، ومنع وصول التوريدات البحرية" سببت تلك اﻷزمة. 

بالمقابل، يتهم الشارع الموالي حكومة اﻷسد بأنها تتعمد خلق أزمة المحروقات للتخفيف من صرف العملة الصعبة.

وزعم مصدر في وزارة النفط، التابعة للنظام، في إطار تفسيره سبب أزمة المحروقات، بأنه يكمن في محاولة الحكومة "ضغط فاتورة المستوردات إلى أقصى حد ممكن"، وفق ما نقل موقع "هاشتاغ" الموالي.

وبحسب تبرير المصدر الذي لم يذكر اسمه، فإن حكومة النظام تسعى لضبط إنفاق القطع الأجنبي على المستوردات وخاصة تلك التي تستحوذ على الحجم الأكبر من القطع، وهي النفط والقمح، الأمر الذي من شأنه تثبيت سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.

يشار إلى أن رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، الموالية للنظام، سامر الدبس، كشف بأن معظم المعامل تغلق أبوابها الخميس والجمعة والسبت نتيجة عدم توافر المازوت، ودعا إلى الاجتماع مع لجنة النفط والتوصل إلى سعر منطقي للمازوت الصناعي، وأضاف "إذا أصبح سعر الليتر ألف ليرة أفضل من أن يشتريه الصناعي أو التاجر بسعر 3000 ليرة".

ورفعت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في نهاية 2020 سعر ليتر المازوت التجاري والصناعي الحر من 296 ليرة إلى 650 ل.س، فيما رُفع سعر ليتر مازوت التدفئة والمازوت المخصص للنقل والزراعة والقطاع العام من 180 إلى 500 ل.س في حزيران 2021.

وأدت أزمة المحروقات وارتفاع ساعات التقنين الكهربائي، مع مجموعة عوامل أخرى إلى توقف الكثير من المعامل، والصناعات المحلية، في مناطق النظام، وسط عجز واضح عن إيجاد مخرج إﻻ "تعليق اﻷمر على شماعة العقوبات" وفق مراقبين.

ويشار إلى السوريين أول من صنع الزجاج في العالم، ثم انتشرت الحرفة في إيطاليا ومصر وغيرها من الدول.‎

ويتهم السوريون نظام اﻷسد، بتراجع عجلة اﻻقتصاد وتدميرها، اﻷمر الذي انعكس على الواقع الحضاري لـ"سوريا" سلبا وساهم في خلق أزمة معيشية واضحة.

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد