بلدي نيوز
كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية عن الدور الصيني القادم في إعادة إعمار سوريا، مشيرة إلى أن أول ضيف أجنبي زار دمشق حين أدى رئيس النظام بشار الأسد اليمين السبت الماضي، كان وزير الخارجية الصيني "وانغ يي".
وأشار التقرير إلى أن "وانغ" أيد فوز "الأسد" في انتخابات أيار/ مايو، التي وصفتها بريطانيا وأوروبا بأنها "ليست حرة ولا نزيهة"، معلنا عن مساعدة الصين في بدء مهمة إعادة الإعمار.
واعتبر التقرير أن "حصة الصين البارزة في سوريا ما بعد الحرب، كانت مباشرة من قواعد اللعب في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، وكذلك في آسيا وأفريقيا، وهي "استثمارات غير متوقعة مقابل الحصول على مدخل إلى المحلي مع غطاء عالمي".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "نجاحات الصين في الشرق الأوسط كانت ثابتة وحذرة، وامتدت إلى الاستحواذ على حصص في حقول النفط العراقية وفي البنية التحتية الحيوية لدولة الإمارات"، وأشارت إلى أن مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان، واستعدادها لمغادرة العراق، يتزامن مع الاقتناص الصيني لهذا الفراغ.
وكانت وكالة سبوتنيك الروسية تحدثت عمّا وصفته بمرحلة جديدة من التعاون بين النظام والصين، وقالت إنها تتضمن تنفيذ 6 مشاريع استراتيجية في سوريا تتعلق بالبنى التحتية ضمن مشروع الصين العالمي الحزام والطريق.
وكان وجه الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، في حزيران الماضي، رسالة تهنئة رسمية لرأس النظام "بشار الأسد" بفوزه في الانتخابات، وتعهد خلالها بأن تساهم بلاده في إعادة بناء الاقتصاد السوري.
"حل سياسي"
والسبت الماضي قال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، إن بلاده اقترحت أربع نقاط لحل القضية السورية، وذلك خلال اجتماعه مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد، في دمشق.
ويرى "وانغ" أن مفتاح الحل الشامل للقضية السورية هو تطبيق مبدأ "عملية يقودها ويملكها السوريون" الذي وضعه مجلس الأمن.
وأضاف وفقا لوكالة "شينخوا" الصينية، أنه ينبغي على جميع الأطراف المعنية اتخاذ خطوات ملموسة لدفع التسوية الشاملة للقضية السورية بفاعلية.
وبحسب الوكالة، فإن مقترح بكين يضم أربع نقاط: "يتعين احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية واحترام خيار الشعب السوري والتخلي عن وهم تغيير النظام، وترك الشعب السوري يحدد مستقبل ومصير بلاده بشكل مستقل".
وأضاف أنه يتعين تعجيل عملية إعادة الإعمار في سوريا بالمقام الثاني، وتعتقد الصين أن الطريق الرئيسية لحل الأزمة الإنسانية يمر عبر رفع جميع العقوبات الأحادية والحصار الاقتصادي عن مناطق النظام بشكل فوري.
وأكد أنه ينبغي توفير المساعدة الدولية لسوريا بالتشاور مع حكومة النظام، ويتعين زيادة المساعدات الإنسانية، وينبغي زيادة شفافية المساعدات العابرة للحدود.
وتابع الوزير الصيني، أنه يتعين دعم موقف حازم بشأن مكافحة الإرهاب بفاعلية، وتؤكد الصين ضرورة مكافحة المنظمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن، ورفض ازدواجية المعايير، وقال إن الصين ستدعم موقف حكومة النظام الخاص بمكافحة الإرهاب.
وختم يانغ بالقول، "ينبغي دعم حل سياسي شامل وتصالحي للقضية السورية، وتدعو الصين إلى دفع التسوية السياسية للقضية السورية بقيادة السوريين، وتضييق الخلافات بين جميع الفصائل السورية من خلال الحوار والتشاور".
يذكر أن حكومة الصين بالتنسيق مع روسيا استخدمت حق النقض الفيتو أكثر من مرة لمنع إدانة نظام الأسد في مجلس الأمن، والدفاع عنه خلال عشر سنوات منذ بداية الثورة السورية.