أوروبا تدفع ثمناً باهظاً لما يحدث في سوريا.. ويجب عليها التصرف لإنهاء الحرب - It's Over 9000!

أوروبا تدفع ثمناً باهظاً لما يحدث في سوريا.. ويجب عليها التصرف لإنهاء الحرب

The guardian  - ترجمة بلدي نيوز
على الرغم من انشغال العالم بنتائج " Brexit "، إلا أن معارضة الأسد تطالب الاتحاد الأوروبي بأن يتصرف تجاه الأزمة السورية، فهي تريد أن يبذل المزيد من الجهد للمساعدة في تأمين حل سياسي للصراع الدموي الواقع في فناء أوروبا الخلفي.
إن الاضطرابات السياسية غير العادية في أوروبا، والناجمة عن استفتاء Brexit، استقطبت الاهتمام العالمي، ولكن الأزمة المتواصلة والأكثر فتكاً بكثير، تنزف قريباً من القارة الأوروبية وتؤثر عليها، ومع ذلك لا يتم القيام سوى بالقليل للمساعدة في إنهاء ذلك.
إن السوريين الذين يقاتلون للإطاحة ببشار الأسد على وشك اليأس، فالتدخل الروسي والإيراني قد ساعدا في تعزيز موقف الأسد، بينما تقترب وجهات واشنطن وموسكو، ربما إلى درجة تسعى فيها لفرض حل لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، وتلوح في الأول من آب انتهاء المهلة التي منحتها الأمم المتحدة للاتفاق على "انتقال سياسي" في دمشق.
إن أوروبا تجادل في مسألة المعارضة الرئيسية في البلاد والمدعومة من قبل الغرب، في حين يمكنها ويتوجب عليها بذل المزيد من الجهد، ولكنها تصرف نظرها نحو المشاكل التي تقع أقرب إلى حدودها، تلك هي الرسالة التي قدمت هذا الأسبوع من قبل مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، والتي لعبت دوراً رئيسياً في المحادثات النووية مع إيران في العام الماضي، ولكنها فشلت في تقديم أي تأثير كبير في سوريا، حيث أن أكثر من نصف مليون شخص قد قتلوا بينما أصبح الملايين من المدنيين بلا مأوى.
وفي العام الماضي ثبت بأن أوروبا هي القارة الأولى التي تقوم بدفع ثمن الافتقار لإدارة جدية حول الأزمة السورية، بسبب اللاجئين والقضايا الأمنية، ذلك الأمر "غير مرجح بأن يتوقف" هكذا صرحت بسمة قضماني من لجنة المفاوضات السورية العليا، وأضافت "بينما لم تشهد روسيا أي هجمات إرهابية، أليس ذلك مثيراً للتساؤلات؟.
ولم تكن العلاقات بين انعدام الاستقرار الأوروبي والمذبحة الجارية في سوريا أكثر وضوحاً من الوقت الحالي، إذ أن الفظائع الأخيرة في مطار اسطنبول هي أحدث تذكرة مؤلمة، لقد حان الوقت للاعتراف بالتكاليف الجسيمة للتقاعس، وأن ما يحدث في حلب يتردد في مولينبيك ولندن، وتعلق الكاتبة الصحفية في صحيفة الحياة "جويس كرم" على ذلك بقولها: "عدم إدراك هذا الواقع سيستخدم كورقة للعب من قبل ترامب وفاراغس في الغرب، أولئك الذين يقودون دون معارضة، تلك الرواية المبنية على الخوف، لمواصلة المعاناة والانعزال".
قد يكون هناك اتفاق على عودة محتملة إلى جنيف، فمبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا قد أشرف على ثلاث جولات غير مثمرة من المحادثات المنفصلة "غير المباشرة" مع كلا الجانبين السوريين، حيث يريد منهم استئنافها في يوليو/تموز القادم، ولكن التفاؤل إزاء تلك المحادثات الآن يفتقر إلى الواقعية.
ففي الجولة الأخيرة في أبريل الماضي، فشل مفاوضو الأسد كلياً في الانخراط في المحادثات في حين أن هيئة المعارضة والتي تمثل الثوار، وتحت ضغط من المقاتلين على الأرض، انسحبوا احتجاجاً على استمرار الهجمات والحصار للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ورفض النظام للإفراج عن آلاف المعتقلين.
إن اتفاق وقف الأعمال العدائية والذي توسطت فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا في فبراير الماضي، لم يشمل أجزاء البلاد كلها، وتم خرق ذلك الاتفاق مراراً وتكراراً، من قبل النظام والروس باستمرارهم بقصف واستهداف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، ذلك الأمر المختلف كثيراً عن هدف روسيا المعلن في قتال تنظيم "داعش".
وقد أصرت قضماني قائلة "نحن بحاجة إلى أن نسأل الروس بعض الأسئلة الصعبة"، إن كنتم تنتهكون اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي وافقتم عليه بنفسكم، فما هي استراتيجيتكم؟ هل تؤيدون الأسد عندما يقول بأن جنيف ميتة؟ هل تعتقدون أن المحادثات قد ماتت؟ نحن بحاجة إلى التزام جدي من روسيا في دعم حل تفاوضي حقيقي".
إن الاتحاد الأوروبي "أمل السوريين"، فهو من يمكنه الضغط على موسكو من خلال فرض عقوبات موجهة، بالإضافة إلى تلك المتفق عليها حول أوكرانيا، وذلك بسبب دعمه للأسد، والتهديد بالقيام بمحاكمات بتهم جرائم الحرب، وعلى الرغم من جمود مجلس الأمن الدولي عن استخدام المحكمة الجنائية الدولية، فهناك اقتراح آخر، يقترح إجراء شهادة قومية عليا.
لقد جمدت ببطء المحاولات الأخيرة في الحصول على موقف أكثر صرامة إزاء سوريا: قبل شهرين اعتزمت المجموعة الدولية لدعم سوريا، مدفوعة من قبل المملكة المتحدة، باستخدام الإسقاط الجوي للمواد الغذائية للتخفيف من معاناة المدنيين الذين يتضورون جوعاً في المناطق المحاصرة من قبل النظام، ولكن ذلك لم يحدث لأن الأمم المتحدة لم تكن مستعدة للتصرف دون موافقة النظام.
تقول بسمة قضماني "إن الأميركيين والروس اكتشفوا بأنهم لا يستطيعون حل هذه الأزمة بمفردهم." وأضافت "في حين تقوم المعارضة السورية ودول الخليج بدق ناقوس الخطر، فهم بحاجة إلى حلفائهم، إذ أنهم يحتاجون أيضاً لسماع ذلك بقوة أكبر من الاتحاد الأوروبي".
إن الاستجابة الجدية والواضحة من قبل أوروبا والتي تغرق الآن في الفوضى الحالية، بمستقبل الاتحاد الذي أصبح يقع الآن على المحك، إنه لطلب كبير بأن نتوقع جرأة دبلوماسية، ونطمح بوحدة رأي، عندما يكون ذلك غائباً بشكل واضح، إذ أن الوحدة الكاملة للاتحاد أصبحت ببساطة غير متوفرة.
وأضافت السيدة قضماني: "نحن على بينة من Brexit بالطبع، وإن اعتقد الأوروبيون بأن التطورات الأخيرة التي زعزعت من استقرار الاتحاد الأوروبي لم تكن بشكل كلي بسبب سوريا، فيجب أن تتأكد بأن هنالك صدى لما يحدث في سوريا في كل تطور سلبي حدث في القارة في العامين الماضيين، الملايين من اللاجئين الفارين من أهوال الحرب، والجهاديين الذين يرتعون جيئة وذهاباً، للأسف فإن ذلك سينمو أكثر وأكثر وفقا للوضع الآني، إنها قضية تفرض نفسها على أوروبا، التي ليس لديها أي خيار آخر، وإن كانت المملكة المتحدة قد غادرت الاتحاد الأوروبي، فإنها ما زالت تحتاج لإثبات كونها لاعباً سياسياً أساسياً في الساحة الدولية".

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي