بلدي نيوز
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن معارضة موسكو لمشروع قرار جديد تم طرحه في مجلس الأمن الدولي بشأن فتح ممر ثان لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس الأربعاء، في أنطاليا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، "إذا كنا قلقين في الواقع من المشاكل الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري فينبغي النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المشاكل، ابتداء من العقوبات، بما فيها قانون القيصر الخانق وغير الإنساني الذي تبنته إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب، والاستيلاء غير المشروع على الأصول السورية في المصارف الغربية بطلب من واشنطن ما لا يمكن وصفه إلا بمجرد النهب، ورفض شركائنا ضمان تقديم المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات الدولية عبر دمشق وعبر خطوط التماس إلى جميع المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة حتى الآن".
وفي معرض تعليقه على مشروع القرار الجديد الذي قدمته النرويج وإيرلندا إلى الأمم المتحدة، شدد لافروف على أن هذه المبادرة "تتجاهل بشكل تام ما تحدثت عنه الآن".
ووجه لافروف بهذا الصدد انتقادات شديدة إلى "تصرفات الاتحاد الأوروبي غير المقبولة"، قائلا إن بروكسل "عندما تحاول مساعدة اللاجئين تنظم مؤتمرات وتدعو إليها الأمين العام للأمم المتحدة وتتصرف كأن هذا الموضوع لا يخص الحكومة السورية إطلاقا".
ولفت الوزير الروسي إلى أن الأموال والموارد التي يجري تخصيصها بموجب مخرجات هذه المؤتمرات لا تأتي إلى سوريا بهدف إنشاء بنى تحتية أساسية مطلوبة لعودة اللاجئين بل إلى دول المنطقة التي تستضيف هؤلاء اللاجئين منها تركيا والأردن ولبنان، مرجحا أن هذا السلوك يهدف إلى تثبيت هذا الوضع كي يستمر تواجد اللاجئين السوريين في أراضي هذه الدول حتى ما لا نهاية.
وتابع "لا بد من النظر بشكل صريح إلى كل ما تسبب في الصعوبات الخطيرة جدا التي يعاني منها الشعب السوري حاليا، ونحن مستعدون لاستعراض هذا الوضع بشكل متكامل، وهذا ما بحثناه اليوم".
واعتبر أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يشكل أولوية حددها مجلس الأمن الدولي، معربا عن أسف روسيا إزاء "رؤية محاولات زرع نزعات انفصالية في شرق الفرات بدعم مالي ومادي من الخارج".
وفي السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده لا تؤيد خطة نقل المساعدات إلى سوريا عن طريق معبري باب الهوى على الحدود مع تركيا واليعربية مع العراق، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء.
في عام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، لكنّه قلّصها مطلع العام الماضي، بضغوط من الصين وروسيا التي استخدمت مرارا حق النقض، واختصرها بمعبر باب الهوى الذي يربط بين تركيا ومحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وتدخل عبره شهريا حوالي عشرة آلاف شاحنة، وينتهى تفويض مجلس الأمن الشهر الجاري.
ويحتاج التفويض من مجلس الأمن لاستمرار الآلية الدولية، إلى تسعة أصوات لصالحه وعدم استخدام حق النقض من أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وفي العقد الماضي، استخدمت روسيا حق النقض ضد 16 قرارا يتعلق بسوريا وحصلت على دعم الصين في كثير من المرات.