بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
مضى عامان على رحيل منشد الثورة السورية "عبد الباسط الساروت"، والذي لم يتوقف يوماً منذ بداية اندلاع الثورة عن هتافاته ضد نظام الأسد.
واستشهد الساروت القائد العسكري في جيش العزة يوم 8 حزيران /يونيو عام 2019، متأثراً بجراح أصيب بها خلال معارك ريف حماة الشمالي ضد نظام الأسد.
ومنذ استشهاد الساروت لم تغب ذكراه عن بال من رافقه من الناشطين، الذين تحدثوا لبلدي نيوز عن ما كان يعنيه لهم الساروت.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز، قال الناشط الإعلامي "محمد العلي أبو يزن"، إن الذي ميز الساروت عن باقي النشطاء في الثورة السورية هو توافق جميع المكونات سواء كانت من اصحاب الافكار الليبرالية، أو العلمانية، وأصحاب التوجه الإسلامي، وجميع المتواجدين في الداخل والخارج حيث نادراً ما يكون في الثورات توافق على شخص واحد ويكون محبوب من الجميع على الرغم من اختلاف وجهات النظر.
وأضاف أن ما شهدناه من حزن على منشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت يوم استشهاده من كافة أطياف المجتمع وحتى في مناطق سيطرة النظام، حيث كتب العديد من الأشخاص عن نبله وإخلاصه.
وأكد على أن الثورة السورية بالتأكيد سوف تخلد ذكرى ما قدمه الساروت من بطولات وتضحيات ولا يمكن أن يمر على الثورة رجل بصدقه فكان همه الوحيد هو الثورة، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع فضلاً عن مقارعته للنظام المجرم ونصرة المعتقلين، حيث كان من أكثر الناس الذي كان يذكر في المعتقلين وأكثر الناس الذي كان يحثّ على الروح الايجابية للثورة وأن مهما حصل لن تنتهي إلا بالنصر.
ونوّه إلى أن الساروت لم يكن يمتلك أي برنامج من برامج السوشيل ميديا كالفيسبوك، والتويتر وكان يعتبرها تشغله عن الثورة ويبعده عن الهدف الأساسي لها.
بدوره قال الناشط الإعلامي "إياد عبد القادر" لبلدي نيوز، "يتميز الساروت بولائه للثورة بشكل كبير واندماجه في الأرض التي يتواجد فيها، لا يميز بين منطقة وأخرى في الثورة يحب الأرض التي تبقى ثائرة ضد نظام الأسد ويفضل العيش فيها".
وأضاف أن الساروت حارب النظام على جميع الجبهات عسكريا، وفكريا، وما شهدته له أن يتكلم باسم الجماعة لا باسم الفرد وباسم الثورة دائما.
وأشار إلى أن الساروت له رونقاً خاصاً جذاباً حبب الجميع فيه، وكثيراً ما كان يختم مبارياته الودية بأناشيده عن الثورة، فهي كانت لا تغيب عن باله حتى في تلك اللحظات، وله قلب شجاع وطيب، ولم يستسلم وبقي مستمرا في طريق الثورة رغم إصاباته المتكررة.
وأضاف أن كل ما سبق من حديث عن الساروت هو ما ميزه وجعله نجم الثورة السورية داخليا وخارجيا البعض عرف الثورة عن طريق الساروت والبعض عرف سوريا عن الساروت.
وذكر أيضاً؛ أعرف ناشطون من أوروبا ينشدون قصائده في المناسبات الثورية، وبالطبع سوف تخلد الثورة السورية عبد الباسط الساروت فهو من أبرز أيقوناتها وعاش مع الثورة ومات فيها.
يشار إلى أن الساروت خسر أغلب أفراد عائلته على يد النظام السوؤي الذي اقترب من "إفناء" عائلة الساروت، فقد قتل النظام السوري، عدة أخوال له، ثم قتل أربعة من إخوته، هم وليد عام 2011، ومحمد عام 2013، ثم أحمد، وعبد الله، عام 2014.