The wall street journal - ترجمة بلدي نيوز
انتقد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية، الدبلوماسية الأمريكية المطيعة عموماً، بمذكرة داخلية تحث الولايات المتحدة على شن عمل عسكري ضد النظام السوري بهدف الضغط على رئيس النظام بشار الأسد، لقبول وقف إطلاق النار ووجود اليد العليا عليه في محادثات مستقبلية بشأن انتقال سياسي.
وحاولت الإدارة الأمريكية يوم الجمعة احتواء تداعيات هذه المذكرة، ولكن لم تظهر أي مؤشرات على أنها مستعدة للنظر في توجيه ضربات عسكرية ضد قوات الأسد، كما جاء في المذكرة التي وقعها عشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال عدة مسؤولين امريكيين إن البيت الأبيض مستعد للاستماع إلى وجهة نظر المعارضين من الدبلوماسيين، ولكن ليس من المتوقع أن تحفز تلك المذكرة أي تغيرات في نهج باراك أوباما إزاء سوريا، في آخر ستة أشهر له في منصبه.
وصرح مسؤول رفيع المستوى بأن "الاختبار الحقيقي إذا كانت هذه المقترحات لاتخاذ إجراءات عسكرية، سينظر فيها، حيث أنها لا توافق موقفنا بأنه لا يوجد من حل عسكري للصراع في سوريا."
إن الوثيقة - التي أرسلت من خلال وزارة الخارجية "قناة المعارضة،" كانت ممراً للتعبير عن الآراء المعاكسة والتي من المفترض أن تكون سرية- وأكدت الانقسامات طويلة الأمد والإحباط بين مساعدي أوباما، لتجاوبه إزاء موقفه من الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في سوريا.
فقد بنيت سياسة أوباما في سوريا على هدف تجنب الاشتباكات العسكرية الأعمق في الشرق الأوسط، خوفاً من خلق المزيد من الفوضى، بينما تتعرض للكثير من الانتقادات على نطاق واسع لتردده ونفوره من المخاطر، حيث تدخل أوباما تدخلاً محدوداً في قتال جماعة "الدولة" والتي باتت تسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، ومصدر إلهام لهجمات على الأراضي الأمريكية.
إن مشروع الوثيقة التي وقعها 51 من مسؤولي وزارة الخارجية، يدعو إلى "شن ضربات عسكرية" ضد حكومة الأسد - وهو ما عارضه أوباما منذ فترة طويلة- لوقف الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار مع الثوار المناهضين للنظام، والمدعومين من الولايات المتحدة، والتي تم تجاهلها إلى حد كبير من النظام السوري وداعمه الروسي.
ووفقاً لشخص مطلع على المسألة، فقد هدفت الوثيقة، التي وضعت في السر في البداية من قبل مجموعة صغيرة من المسؤولين، قبل إرسالها لكبار وزارة الخارجية، إلى "إثارة النقاش الداخلي" نحو تحول في السياسة، لكنه لم يكن يود نشرها على الملأ.
منتقدو أوباما استولوا بسرعة على هذه الرسالة، والتي تدعو أيضاً لانتقال سياسي من شأنه أن يطرح الأسد خارج الحكم، وقال إد رويس، الرئيس الجمهوري لمجلس النواب في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب "حتى وزارة الخارجية الخاصة بالرئيس أوباما تعتقد بأن سياسة الإدارة الأمريكية في سوريا باءت بالفشل" كما أضاف " إن إيران وروسيا والأسد يقومون بإطلاق النار في سوريا، متجاهلين وقف إطلاق النار، بينما يواصلون ارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين."
وفي ما وصفها مسؤولون آخرون بمحاولة للحد من أي ضرر لسياسات أوباما، أكد أحد كبار المسؤولين في الولايات المتحدة أنه من الطبيعي أن "مسألة معقدة وذات تشابكات كسوريا، سيكون لها الكثير من التنوع في وجهات النظر".
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه رأى فقط تقارير وسائل الإعلام حول المذكرة، ولكنه أكد على أن: "الدعوة للإطاحة العنيفة لحكومات في بلد آخر من غير المرجح أن يكون مقبولا في موسكو".
ورداً على سؤال حول المذكرة المسربة خلال زيارته إلى واشنطن، عقب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين: "لقد كنا نشدد منذ بداية الأزمة السورية، على وجوب أن يكون هناك تدخل أكثر قوة في سوريا."