بلدي نيوز- (أشرف سليمان)
ما تزال قضية هجرة أصحاب الشهادات الجامعية والخبرات من سوريا، سواء من مناطق النظام أو المعارضة أو "قسد"، تشكل هاجسا مرعبا لجهة الفجوة التي يحدثها ذلك وخاصة في التخصصات ذات الأهمية وأهمها القطاع الصحي والطبي في ظل ما تعانيه البلاد من تداعيات فيروس كورونا، والواقع المتردي في المشافي.
هجرة أطباء سوريا
قالت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)" في تقرير لها، إن 70 بالمئة من العاملين في المجال الصحي غادروا سوريا خلال عشر سنوات من الحرب منذ آذار 2011.
وأشار التقرير الذي عملت المنظمة على إعداده بالتعاون مع منظمات محلية، إلى أن نسبة الأطباء في البلاد أصبحت "طبيب واحد لكل 10 آلاف سوري"، حيث يضطر العاملون في القطاع الطبي على العمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع في محاولة لتعويض النقص.
قصف المشافي
وقالت المنظمة الدولية إن هجمات استراتيجية ذات عواقب وخيمة كانت سببا في هجرة الكثير من العاملين في القطاع الصحي، في حين تحولت المستشفيات من أماكن آمنة إلى أماكن يخشى الأهالي دخولها، باعتبارها هدفاً للغارات الجوية وخاصة لطائرات النظام وروسيا.
وتوصلت المنظمة من خلال استطلاع رأي أجرته للعاملين بالقطاع الصحي، إلى أن 60 بالمئة منهم تأثروا بشكلٍ مباشر من جراء تدمير مراكز الرعاية الصحية، و33 بالمئة منهم تعرضوا لهجوم مباشر، و24 بالمئة قالوا إنهم لم يتمكنوا من الحصول على العلاج بسبب هجوم، فيما أجبر 24 بالمئة منهم على الفرار من منازلهم بسبب هجمات.
وجاء في الاستطلاع، أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يسلموا من الهجمات، وقال 68 بالمئة منهم إنهم كانوا داخل منشأة صحية عند تعرضها لهجوم، فيما قال 81 بالمئة منهم إنّ زميلا أو مريضا أصيب أو قتل في هجوم.
اعتقال الأطباء
وتحدثت تقارير محلية أن ما لا يقل عن 3364 من العاملين في الرعاية الصحية في سوريا لا يزالون قيد الاعتقال والاختفاء القسري منذ آذار عام وحتى نهاية عام 2020، وبينت التقارير أن 98 بالمئة من المعتقلين من الأطباء في سجون قوات النظام.
قتل أطباء
ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها نهاية عام 2020، مقتل 857 من الكوادر الطبية، غالبيتهم على يد النظام السوري، وذلك خلال الفترة الممتدة من آذار 2011 إلى أيلول 2020.
كورونا يغيب الأطباء
وفي سياق آخر، أحصت مصادر محلية، إن 172 طبيبا توفوا في عام 2020 في مناطق سيطرة النظام السوري متأثرين بإصاباتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى وفاة تسعة أطباء ضمن مناطق سيطرة "قسد" والمناطق المحررة شمال غرب سوريا.
يذكر أن رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فرانشيسكو روكا، قال إن مناطق كثيرة في سوريا تعاني من عدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى إلى المستشفيات، ويستحيل دون كهرباء تخزين الدم أو اللقاحات بأمان وهذا ينذر بكارثة طبية خطيرة.