بلدي نيوز - (عمر يوسف)
نشر أستاذ جامعي في مناطق سيطرة النظام السوري منشورا على صفحته في فيسبوك، حظي بتفاعل غير مسبوق، يشرح فيه تغيبه عن محاضرة جامعية وذلك للحصول على حصته من الخبز قائلا: "الخبز أهم من العلم".
وقال المدرس في كلية الهندسة التقنية بجامعة طرطوس "قيس عبود" في منشوره: "موعد الخبز لا يؤجل. كان عندي محاضرة ماجستير أرجأتها لأقف على دور الخبز، لأن الخبز يأتي في العاشرة، واكتشفت أن الخبز أهم من العلم، بالخبز وحده يحيا الإنسان".
ولاقى منشور الدكتور الجامعي موجة من الردود الساخرة التي تتحدث عن ما يعانيه المدنيون في مناطق سيطرة النظام السوري من صعوبة الحصول على المواد الأساسية للعيش مثل الخبز والغاز ووقود التدفئة.
وسخر البعض في ردودهم من تغيب شخصية علمية جامعية عن محاضرة هامة من أجل تأمين رغيف الخبز عبر الوقوف في طوابير الانتظار التي باتت ظاهرة منتشرة بكثافة في مناطق النظام، على وقع انهيار الاقتصاد وغلاء المعيشة، إضافة إلى فقدان العملة السورية قيمتها أمام الدولار الأمريكي.
ونهاية العام الفائت، رفع نظام الأسد سعر ربطة الخبز بنسبة 100%، ليصبح سعر الربطة الواحدة التي تزن 1100 غرام، 100 ليرة سورية.
بلد القمح
ومع فقدان الخبز من الأفران، يضطر السوريون في مناطق سيطرة النظام شراء الخبز من السوق السوداء بنحو 3 أضعاف السعر المحدد.
ويعد القمح تاريخيا أكبر محصول في البلاد؛ لكن الاكتفاء الذاتي لسوريا، وهو حجر الزاوية في سياسة حزب البعث منذ عقود، كان قد تقوّض بسبب الحرب والجفاف.
ولحشد المؤيدين، ألقت حكومة النظام باللوم على الولايات المتحدة في الأزمة، مشيرة جزئيا إلى تأثير العقوبات الاقتصادية الأميركية، في حين حمّلت الولايات المتحدة، نظام بشار الأسد، مسؤولية أزمة الخبز في سوريا.
وعبر تغريدة سابقة قال حساب السفارة الأمريكية في دمشق، إن "الشعب السوري يضطر للوقوف في طابور للحصول على الخبز لأن بشار الأسد أوقف دعم الغذاء والوقود من أجل تحويل ملايين الدولارات كل شهر لتأجيج آلة الحرب ضد شعبه". وشددت السفارة الأمريكية أن نظام الأسد بممارساته هذه "يدمر سوريا".
وتصاعدت أزمة الخبز في سوريا خلال الشهرين الماضيين في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، الذي أنفق كل مدخرات البلاد في الحرب ضد شعبه.
ومؤخرا تعالت أصوات الموالين للنظام السوري بينهم ممثلون موالون، تحدثوا عن سوء الأحوال المعيشية التي باتت في سوريا، سيما انقطاع الكهرباء المستمر وفقدان الخبز والغاز.