دي نيوز
نشرت صحفية بلجيكية معلومات موثقة عن "حكومة ظل" أعضاؤها من كوادر حزب العمال الكردستاني التركي "ب ك ك"، يمسكون بزمام الأمور في إدارة مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية "قسد" فيما الواجهة هي لإدارة "شكلية" من أبناء المنطقة.
وتقول الصحفية البلجيكية في تقريرها الذي ترجمه موقع باسنيوز الكردي "يبدو أن العديد من مؤيدي مشروع (روج آفا) قد نسوا بسهولة كيف بدأ هذا المشروع بالفعل"، وتتابع "لقد تم إرساء أسس المشروع عام 2002، حيث أسس حزب العمال الكردستاني منظومة المجتمع الكردستاني لنقل (كفاحه المسلح) إلى البلدان التي تضم أقليات كردية خارج تركيا، وهو الهدف الرئيسي لحزب العمال الكردستاني على مدى العقود الأربعة الماضية. وقد أنشأ فرعاً في سوريا بقيادة نور الدين صوفي أطلق عليه اسم (KCK-Rojava) ثم تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) عام 2003 كنتيجة مباشرة لهذه الخطة. وحدث الشيء نفسه بالنسبة لإيران، حيث تأسس (KCK-Rojhilat)، ثم الجناح المسلح (PJAK) الذي ساعد أمير كريمي في إنشائه".
وتمضي بالقول "عندما بدأ النزاع السوري عام 2011، تأسست وحدات حماية الشعب (YPG) كجناح مسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، وخلال المرحلة الأولى من التعبئة الجماهيرية التي قامت بها وحدات حماية الشعب، كانت غالبية القوات تتألف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المدربين الذين دخلوا سوريا عبر طرق التهريب".
وتضيف "لفترة طويلة، ظل المواطن التركي صبري أوك -المفوض من قبل PKK- مسؤولاً عن مشروع (روج آفا). وقد غادر سوريا عام 2020، بينما كانت الولايات المتحدة تضغط من أجل مغادرة قيادات حزب العمال الكردستاني البلاد".
وتردف كوجيبرز، قائلة "في الواقع، على مدى الأشهر الماضية، اختفت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية غير السوريين، مما يظهر انخفاضاً في أعداد الكوادر العسكرية غير السورية (أو ببساطة سياسات جديدة تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي) في محاولة لإرضاء الولايات المتحدة وتقليل أعذار تركيا للقيام بغزو جديد على الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية".
وتؤكد الصحفية البلجيكية، أن هذا الانخفاض في أعداد الكوادر العسكرية غير السورية هو "ظاهرة مخادعة تماماً"، وتشير إلى أن "أنشطة كوادر حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا هي أبعد من مجرد الأنشطة العسكرية، بعد أن ظل الحزب يحكم المنطقة منذ ما يقرب من سبع سنوات".
وتوضح كوجيبرز، أن حزب العمال الكردستاني يقسم أنشطته بين "المجال القانوني" و"المجال غير القانوني". وتقول "يتألف (المجال غير القانوني) من أنشطة مسلحة، ويتألف (المجال القانوني) من أنشطة تنظيمية غالباً ما تمارس بين المدنيين. وتشير بعض الأبحاث إلى أن عدد كوادر العاملين في (المجال القانوني) لم ينخفض على الإطلاق.
وتورد الصحفية البلجيكية في تقريرها، أمثلة على هيكلية حكومة الظل في شمال شرق سوريا، وتؤكد وجود أعضاء كبار في "ب ك ك" وفرعه في إيران "PJAK" من بين هؤلاء:
أمير كريمي
تقول كوجيبرز، إن أمير كريمي، وهو عضو التنسيق السابق في حزب الحياة الحرة الكردستاني "PJAK" هو الآن مدرس تاريخ في جامعة عين العرب/ كوباني.
وتؤكد أن كريمي ينحدر من مهاباد في إيران، وتقول "كان أمير كريمي قائداً لـ PJAK لسنوات، وأدار الحزب من قنديل والسويد. في قنديل، كان اسمه الحركي (مزديك)".
وتضيف "لقد مرت 5 سنوات على انتقاله إلى كوباني، حيث شارك في تأسيس جامعة كوباني، وهو يتحرك من وراء الكواليس، ويدرّس مادة (تاريخ كوردستان) تحت اسمه الجديد (مالك)".
وكمثال على مدى عمق هيكلية "حكومة الظل" في شمال شرق سوريا، تتطرق الصحفية البلجيكية إلى البنية الدعائية الرئيسية لمشروع (روج آفا)، وهي قناة "روناهي"، وهي واحدة من عدة قنوات تلفزيونية يديرها "ب ك ك"، مخصصة للجمهور في شمال شرق سوريا. وتبث أخباراً وأيديولوجياً على مدار الساعة، ويديرها إلى حد كبير، كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني.
ناصح يوسفي
وتتابع "ومن بين هؤلاء الأعضاء ناصح يوسفي، المعروف باسمه الحركي (أيهان)، من مريوان، في إيران". وتقول: "اعتقلت السلطات الإيرانية يوسفي عام 2007 بعد أن انخرط لمدة خمس سنوات في أنشطة مسلحة ضمن PJAK. ثم عاد مرة أخرى إلى الحزب بعد إطلاق سراحه في عام 2014. بين عامي 2014 و2017، نراه يُقابل العديد من كبار قادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل من أجل تلفزيون (ستيرك). بعد عام 2017، تم تعيينه لقيادة قسم الرسومات والمونتاج في تلفزيون (روناهي) في القامشلي. وهو ينشر صور سيلفي على حسابه في فيس بوك أسبوعياً تقريباً".
أمير أحمدي
وتضيف "ينضم إلى يوسفي في هذه المهمة (أمير أحمدي)، وهو مذيع أخبار إيراني كردي. وعلى غرار يوسفي، كان أحمدي عضواً في حزب PJAK قبل تعيينه للعمل في استوديو تلفزيون (روناهي) في القامشلي".
كافيه سقزي
وتشير الصحفية البلجيكية إلى شخص آخر مثير للاهتمام، يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي في القامشلي، وهو (كافيه سقزي)، من بلدة سقز في إيران. وتقول "يقود كافيه حالياً مؤسسة عوائل الشهداء في المدينة، وهي لجنة تقدم مساعدات مالية لأسر الشهداء وتقدم للمقاتلين الذين قتلوا في الحرب جنازة مناسبة".
وتذكر أن العديد من العائلات في إيران حاولت أن تقاضي بشكل قانوني كافيه سقزي لتورطه في تجنيد قاصرين في حزب "PJAK".
وتختم الصحفية البلجيكية هيدويغ كوجيبرز تقريرها، قائلة "هؤلاء الكرد الإيرانيون الأربعة الناشطون حالياً في شمال شرق سوريا يشكلون مجرد قمة جبل جليدي. ويمكن لأي شخص يهتم بما فيه الكفاية أن يجد أعضاء آخرين من حزب العمال الكردستاني الإيراني والعراقي والتركي الذين لا يزالون ناشطين.
وتضيف "أن هذه الشخصيات الأربعة التي أقدمها، توضح هيكل (حكومة الظل) التي تتمتع بسلطة اتخاذ القرار في شمال شرق سوريا. وكما هو الحال في الواقع، يتمركز كبار أعضاء "ب ك ك" في كل بلدة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حيث يسيطرون على عملية صنع القرار من قبل السكان المحليين، من أجل حماية أهداف حزب العمال الكردستاني على الأرض. فـ (حكومة الظل) هذه لا تنشط عسكرياً فحسب، بل إنها راسخة في الهيئات المجتمعية" التابعة لقوات "قسد".