بلدي نيوز - (ياسر عبدالرحيم)
بدأت روسيا خلال الأسابيع الماضية بتعزيز وجودها العسكري بشكل ملحوظ في محافظة دير الزور شرق سوريا، وبدأ التباين الإيراني الروسي يأخذ شكلا جديدا مختلفا عن الصورة النمطية لتقاطع المصالح بينهما بعد أنا أخذا مهمة الدفاع عن نظام الأسد.
وبحسب مصدر في المنطقة الشرقية، فقد ارتفع منسوب التوتر بين قوات البلدين في منطقة شرقي سوريا إلى حد الاستنفار العسكري وإرسال تعزيزات متكررة إلى الشرق السوري، وهو ما كاد أن يتحول إلى اشتباك، مردّه وقوع قتيل لميليشيات إيران على يد القوات الروسية.
تعزيزات روسية
بدأت القوات الروسية بتعزيز مواقعها في ديرالزور منذ مطلع الشهر تموز / يوليو، وأرسلت وقتها رتلاً يضم عناصر من الشرطة العسكرية برفقة نحو 50 آلية بينها دبابات وناقلات جند، إضافة إلى شاحنات تحمل دعم لوجستي، وصلوا إلى الثكنات العسكرية وسط غطاء جوي مِن مروحيات روسيّة، حيث انطلقت تلك العزيزات من قاعدة "الطريفاوي" في مناطق سيطرة قوات النظام شرق الرقة، واتجه إلى مدينة دير الزور من معبر "الشعيب" غربي مدينة الطبقة في الريف الجنوبي.
وفي التاسع من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى مدينة ديرالزور قادمة من قاعدة (حميميم) العسكرية الروسية في ريف اللاذقية، وشملت آليات وعربات عسكرية والعشرات من العناصر، ودخلت مقر القوات الروسية في المدينة الرياضية في مدينة دير الزور.
تعزيزات إيرانية
وصلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إيرانية للحرس الثوري بشكل غير مسبوق إلى مناطق شرق سوريا، ووفقاً لموقع "ديرالزور 24" فإن 50 عنصرا من ميليشيا "الحرس الثوري" جرى توزيعهم على النقاط العسكرية في البوكمال، كانوا قد وصلوا عصر الأربعاء الفائت إلى المدينة، بعد إنهاء معسكر تدريبي في بادية السيال والجلاء بريف البوكمال.
وأعقب تلك التعزيزات قدوم حافلتين محملتين بخمسين عنصرا من "الحرس الثوري" الإيراني إلى مدينة البوكمال قادمتين من الأراضي العراقية، بحسب موقع "عين الفرات" المختص بنقل أخبار المنطقة الشرقية.
وأوضح حينها أن سيارتي دفع رباعي رافقتا الحافلتين المذكورتين إلى أن وصلتا إلى مربع الجمعيات الأمني في مدينة البوكمال.
ما وراء التعزيزات
وفي الصدد، يعتقد الكاتب الصحفي السوري "فراس علاوي" خلال حديث خاص لبلدي نيوز؛ أن الطرفين "إيران وروسيا" لازالا بحاجة بعضهما البعض، وأن ما يجري الآن في شرق سوريا هو عملية حشد وتنسيق ضد تنظيم "داعش"، والذي ازداد نشاطه بالفترة الأخيرة.
ونفى علاوي وجود صدام بين "إيران وروسيا"، مؤكداً أن هناك نوع من إعادة التموضع لكلا الطرفين، مشيراً أن الروس يريدون عمليات مشتركة ضد تنظيم "ظاعش" في البادية السوري، والإيرانيون يريدون وجود روسي لتخفيف الضغط الإسرائيلي عليهم. وهذا مايفسر التواجد الروسي شرق سوريا"، وفق قوله.
إعادة التموضع
عندما خسر تنظيم "داعش" آخر معاقله في مارس 2019، ظلت مواقع النظام السوري وميليشيات إيران في المنطقة "ضعيفة"، ليباشر عقبها النظام السوري عملية عسكرية على جبهات إدلب في شمال غرب سوريا، ونتيجة لذلك، برز فضاء للمنافسة الإيرانية الروسية على الموارد والأراضي في الشرق، وبدأ أيضاً تنظيم "داعش" بترتيب أوراقه وشن عمليات مضادة لتمكين نفسه وإعادة هيكليته من جديد مستغلاً الانشغال ايران وروسيا والنظام.
وبدأ تنظيم "داعش" بشن هجمات على مواقع "الحرس الثوري الإيراني" وتكبيده خسائر بشكل شبه يومي، ما دعى الأخير إلى إرسال تعزيزات ضخمة إلى البادية السورية وتمشيط المنطقة من جديد بحثا عن فلول التنظيم التي أنهكت قواتهم، وكان آخر تلك الهجمات، يوم الخميس، حيث شن عناصر التنظيم بالأسلحة الرشاشة على مواقع "حزب الله" اللبناني، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة أربعة آخرين من "الحرس الثوري"، حيث وصلوا لمستشفى "حزب الله" في منطقة جمعيات الحجر.
ولم يكن الهجوم هو الأول خلال الشهر الحالي، حيث تعرضت نقاط وتحركات الميليشيات الإيرانية بالبادية لعدد من الهجمات نتج عنها مقتل أكثر من 12 عنصراً وإصابة ما يزيد عن 25 آخرين.
وفي آب/ أغسطس 2017، شقت جماعات مختلفة طريقها في وقت واحد من الميليشيات الإيرانية والروسية نحو محافظة دير الزور من أجل القضاء على تنظيم "داعش" وزيادة مناطق سيطرتها، ورغم ذلك كانت جهود النظام لفرض السيطرة على الأرض محدودة، وبدلا من ذلك، سُمح لقوات "الدفاع الوطني" غير النظامية بالانتشار في المنطقة، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ونهب ممتلكات المدنيين والاستيلاء عليها.