بلدي نيوز
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، أن ضامني منطقة إدلب "روسيا وتركيا" في شمال سوريا، بدأوا بالتنافس مُجددا، عقب الغارة الجوية الروسية على فصيل موالي لأنقرة، بالرغم من سريان اتفاق مسبق بين الطرفين ينص على وقف النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة "إدلب".
ووصف التقرير ذاك الصراع بالتنافس المتجدد بين أنقرة وموسكو في شمال سوريا، مشيرا إلى أن الصراع بات "خطراً أكثر سخونة" ممّا سبق.
وأوضح التقرير أن استهداف روسيا لفصيل "فيلق الشام" التابع للجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، جاء "انتقاما من تركيا بسبب تدخلها مع أذربيجان في قره باغ".
ورأى التقرير أن روسيا باعتبارها "القوة المهيمنة في سوريا، والداعمة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، نظرت إلى العمليات التركية في شمال سوريا لإبعاد المليشيات الكردية عن حدودها، على أنها لا تشكل خطراً".
وأشارت إلى أن أردوغان وبوتين، نجحا إلى حد ما بالوقوف على طرفي نقيض من الحروب في سوريا وغيرها من المناطق، من أجل تحقيق أقصى المصالح المشتركة.
واعتبرت الصحيفة، أن "استئناف الأعمال العدائية في إدلب، يبدو وكأنه انتقام روسي لتدخل تركيا لدعم أذربيجان في صراعها مع أرمينيا، ويبدو أيضاً أن بوتين قد سحب موافقته على الوجود العسكري التركي في شمال سوريا".
والأربعاء الفائت، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمة له أثناء حضوره اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، "إن هناك مؤشرات تظهر عدم دعم روسيا للاستقرار والسلام في سوريا".
واعتبر حينها أن استهداف روسيا لمركز تأهيل للجيش الوطني السوري في إدلب مؤشر على عدم دعمها للسلام الدائم والاستقرار بالمنطقة.
وكان ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، الثلاثاء الفائت، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، آخر المستجدات المنطقة وعلى رأسها إدلب.
وتناول النقاش، بحسب بيان صدر عن الكرملين، ثلاث قضايا أبرزهم سوريا، حيث أكّد الطرفان التزامهم ووفائهم للاتفاقات القائمة حول تحقيق الاستقرار في منطقة إدلب وشرق الفرات، وكذلك قضايا التسوية السياسية في سوريا، بما في ذلك بمساعدة الدول الضامنة لمحادثات أستانا.
وحدث النقاش عقب مجزرة جبل الدويلة في منطقة إدلب، والتي ارتكبتها الطائرات الروسية، بحق الأطراف العسكرية السورية الموالية لتركيا في منطقة إدلب، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 40 عنصرا لفيلق الشام أحد أبرز الفصائل الموالية لأنقرة والملتزمة باتفاق موسكو حول منطقة إدلب بين الضامنين الروسي والتركي.
كما جدد الرئيس التركي، مؤخرا، تهديده بتنفيذ عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، وقال أردوغان إنه "إذا لم يتم الوفاء بوعود إخراج الإرهابيين من الخطوط التي حددناها في سوريا، فلدينا الحق بإخراجهم متى أردنا".
وأضاف أن "تركيا قادرة على تطهير كامل سوريا من التنظيمات الإرهابية إن لزم الأمر".
وأشار أردوغان إلى أنه "ينبغي على الذين يلتفون للسيطرة على أراضي سوريا والذين يتخلفون عن مكافحة (داعش) مثلنا أن يتخلوا عن هذه المسرحية".
ومطلع تشرين الأول الفائت، هدد أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة لتطهير الشمال السوري من الإرهابيين، في حال لم تلتزم الأطراف الضامنة لتلك التنظيمات الإرهابية، بوعودها التي قطعتها لتركيا بهذا الخصوص.