بلدي نيوز – ريف دمشق (سما مسعود)
تشهد البلدات الغربية في الريف الغربي لدمشق –مخيم خان الشيح ومزارعه وما حولها- منذ أسبوع اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم ومزارعه للمرة الأولى منذ تحريره أوائل 2013م.
ويعتبر مخيم خان الشيح قاعدة الثوار في الريف الغربي، كما أنه الخزان البشري لمؤيدي الثورة من مختلف مناطق الريف الدمشقي والقنيطرة وبعض مناطق درعا.
ويشرف المخيم على أوتوستراد السلام الواصل بين العاصمة دمشق ومشارف الجولان السوري المحتل، مروراً ببلدات الريف الغربي والقنيطرة، مما يجعله عقدة ربط هامة لكل من الثوار والنظام.
كثف السلاح الجوي التابع للنظام السوري قصفه على المخيم ومزارعه مستخدماً بشكل أساسي البراميل المتفجرة، فقد وصل عدد البراميل الملقاة على المخيم اليوم الجمعة إلى 28 برميلاً متفجراً، إضافة لمئات القذائف المدفعية والصاروخية التي تُطلق من الفوج 100 والفوج 137.
قتل الثوار وأسروا خلال هذه الاشتباكات العشرات من قوات النظام، كما أنهم خسروا أكثر من 10 شهداء، وقد تمكن ثوار الريف الغربي وعبر معركة أطلقوا عليها اسم "عصف الريح" من مبادلة جثتين لقوات النظام بجثمان شهيد أسير.
عمدت قوات النظام إلى توجيه ضربات قوية للثوار حيث قصفت ببراميل متفجرة المشفى الميداني الوحيد في المنطقة وهو مشفى الشهيد الدكتور زياد البقاعي، الذي تعرض للدمار كلياً، وكان المشفى يعالج عدداً من المصابين تم إخلاؤهم إلى منطقة آمنة.
ويعتبر مشفى زياد البقاعي الوحيد في المنطقة، حيث كان يستقبل يومياً 4200 مريض إضافة لـ 60 حالة ولادة شهرياً بحسب ما ذكر رئيس المجلس الطبي في المشفى الدكتور أبو قتادة الحكيم.
وقد حاولت قوات النظام عرقلة وصول طلاب الشهادة الإعدادية إلى المراكز الامتحانية خارج المخيم، على الرغم من التنسيق بينها وبين "الأونروا" لإخراج الطلاب بسيارات ترفع علم الأمم المتحدة، لكن قوات النظام قصفت الحافلات التي تنقل الطلاب وعددها 3 حافلات، فأصيبت حافلتان إصابة مباشرة بينما تعطلت الثالثة، مما تسبب بإصابات بين الطلاب.
وقد سيطر الثوار على مخيم خان الشيح ومزارعه ودروشة وما حولها في بداية 2013م، دون اشتباكات مع قوات النظام ودون خسائر بشرية، كون المنطقة أصلاً مؤيدة للثورة من جهة وكون الثوار استخدموا تكتيكاً حربياً ذكياّ عندما قاموا بإسكان الأهالي النازحين من الريف والقنيطرة ودرعا في مخيم خان الشيح ومزارعه، ما جعلها حاضنة للثورة، وتعتبر هذه الحالة الأولى في الثورة السورية.