بلدي نيوز – درعا (مصعب حسن)
لا تزال قرى اللجاة خاوية على عروشها بعدما تحولت إلى ثكنات عسكرية ضخمة ومقار للميليشيات الإيرانية، بعد سيطرة قوات نظام الأسد على الجنوب السوري إثر اتفاقية التسوية التي جرى توقيعها بين فصائل المعارضة وقاعدة "حميميم" الروسية عام 2018.
انتهج نظام الأسد مع حلفائه الإيرانيين أسلوب المذابح الطائفية، بهدف التهجير القسري ضد السكان، سواء الذي شاركوا في الانتفاضة أو الذين أبدوا تعاطفا معها في مناطق عدَّة، ومنها منطقة اللجاة شمال شرق محافظة درعا.
ودخلت قرى منطقة اللجاة ضمن اتفاق التسوية، ولم تمض بضعة أيام على توقيع الاتفاقية، وبتاريخ 4/8/2018 تفاجأ أهالي قرية حوش حماد الواقعة في منطقة اللجاة باقتحام قوات النظام للقرية متمثلة بقوات فوج الحيدر التابع للميليشيات الإيرانية.
وتروي أم محمد (35 عام) من أهالي المنطقة لبلدي نيوز الأحداث الأليمة التي مرت بها قائلة إن قوات النظام اقتحمت قريتها المذكورة واقتادت الرجال لمكان مجهول رغم توقيعهم ورقة التسوية.
وتضيف أم محمد، "قاموا بتجمع النساء والأطفال داخل مدرسة في قرية خلخلة المجاورة، وبعدها تم نقلهم لمدرسة في بلدة أبطع في ريف درعا الغربي"
وتكمل، "بعد احتجازنا لعدة أيام قام وفد من الضباط الروس بزيارة المدرسة ووعدوا بإطلاق سراح النساء والأطفال، فأطلق سراح بعض العائلات ولم يعرف مصير باقي المحتجزين".
أما ابو صالح البالغ من العمر 55 عاما من قرية المدورة في منطقة اللجاة، قال لمراسل بلدي نيوز: "نحن مهجرون منذ بداية الأحداث في سهول حوران في ريف درعا الشرقي ومنعتنا قوات الأسد من العودة لقريتنا في اللجاة وقاموا بتجريف منازل القرية".
وبحسب أحد الناشطين من أبناء المنطقة فضل عدم ذكر اسمه، قال لبلدي نيوز جرفت قوات نظام الأسد أغلبية منازل بلدات وقرى اللجاة لمنع عودة الأهالي إليها، بهدف استخدامها قاعدة عسكرية للمليشيات الإيرانية، كونها قريبة من غرفة عملياتهم في مطار خلخلة العسكري".
وشمل التهجير والتشريد قرى "الشومرة، والشياح، والعلالي، والطف والظهر، وسطح العقدان، ويقدر عدد السكان المهجرين من هذه القرى ما يقارب 7000 نسمة".
ومنذ أواخر العام 2018 باتت منطقة اللجاة تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية وبالأخص ميليشيا حزب الله اللبناني، الذي حول قرية ايب شمال غرب منطقة اللجاة إلى معسكر تدريبي أظهره فيديو مصور لأحد ضباط الفرقة التاسعة، التابع لقوات نظام الأسد.
واتخذت الميليشيات الإيرانية من قرية حوش حماد في أقصى شرق اللجاة قاعدة عسكرية لها ونشرت عشرات الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج منطقة اللجاة، ومن أهمها حاجز قيراطة في أقصى غرب اللجاة.
وفي النهاية، فإن أهالي منطقة اللجاة يعانون مرارة التغيير الديموغرافي الناتج عن انتهاج قوات النظام وحلفائه سياسة منظمة لتغيير الديموغرافية العامة في المنطقة الذي يمثل السنَّة العرب فيها أكثر من 100% من عدد السكان.
وكانت قوات نظام الأسد مدعومة بالميليشيات الإيرانية سيطرت على الجنوب السوري بموجب اتفاق رعته روسيا صيف العام 2018.