بلدي نيوز - (عمر يوسف)
لم تتمكن أسرة اللاجئ السوري في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا "أمجد السعيد" من الحصول على ربطة خبز سوري أو "صمن" تركي، مساء أمس الجمعة، بعد أن أعلنت السلطات التركية حظر التجوال الذي يبدأ منتصف ليل السبت.
وفور إعلان موعد الحظر، توجه أمجد (39 عاما) إلى البقاليات السورية والتركية القريبة من منزله، لكنه عاد خالي اليدين بعد أن فشل بالحصول على الخبز، جراء توجه العشرات من الأهالي لشراء ما تبقى منه.
ويقول "أمجد" إنه لم يتوقع أن يعلن الحظر، خاصة وأنه تابع كلمة وزير الصحة والتصريحات عن عدد المصابين، في وقت لم يكن لديه سوى بضعة أرغفة من الخبز، وسوف يعتمد على صناعة الخبز المنزلي من الطحين الذي كان اشتراه في بداية الإعلان عن إصابات بوباء "كورونا" في تركيا.
ويضيف "أمجد" النازح من مدينة حلب إلى تركيا، أنه عاش الحصار في الداخل السوري لدى حصار النظام لمناطق سيطرة المعارضة قبل أربعة أعوام، ولا يجد الأمر مدعاة للخوف أو التوتر مبديا استغرابه من تهافت الأتراك على شراء المواد الغذائية بكثافة دون مراعاة لشروط التباعد الاجتماعي الواجبة لمنع انتقال الفيروس بين المدنيين.
ويعتقد "أمجد" الذي يعمل مدرسا لمادة اللغة العربية، أن هذه المحنة سوف تنتهي في وقت قريب، وطالب السوريين في تركيا بالالتزام بالتعليمات التي تدعو إليها الحكومة التركية من أجل الحفاظ على سلامتهم، وعدم تعرضهم للإصابة بالمرض.
وإذا كانت مشكلة "أمجد" في تأمين الخبز والانتظار ليومين في المنزل، فتبدو المقارنة بين أسرته وأسرة النازح "عبد الرحمن حسن" في شمال سوريا مدعاة للحزن والتراجيديا، فأسرة "حسن" تعيش في الحظر داخل خيمة منذ عامين في مخيم الجمال للنازحين السوريين في ريف حلب شمالي سوريا، لكنه في حجر طوعي ينقصه تأمين الحاجيات اليومية من الماء والغذاء.
ويسرد حسن (64 عاما) معاناته اليومية بدءا من الجلوس في الخيمة دون أي عمل جراء إصابته بمرض في القلب، وندرة المساعدات التي تقدم له ولأسرته من الخبز والمعلبات، إضافة إلى قلة مياه الشرب النظيفة.
ويقول "حسن" لبلدي نيوز، إنه سمع بمرض "كورونا" من الأهالي ومدير المخيم، لكنه يعتقد أن النازحين الناجين من القصف والبراميل لن يقتلهم فيروس صغير في نهاية المطاف.
ويضيف، أن محاربة المرض هي الغسيل بالماء والصابون كما يقولون، لكن المياه أساسا غير نظيفة وليست متوفرة بكثرة للشرب.
ورغم التحذيرات المتوالية من الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالشأن الصحي، تبدو مناطق المعارضة حتى اللحظات صامدة في وجه الوباء وانتشاره، رغم توافر الشروط التي قد ترجح انتشاره، فيما تبدو مقولة النازح "حسن" تفرض نفسها بأن الفيروس لن يكون أشد فتكا من براميل الأسد التي خبروها.