بلدي نيوز - (عمر يوسف)
بطلب روسي، عقدت جلسة مباحثات جديدة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سوريا، بعد إعلان كل من تركيا وروسيا التوصل لهذا الاتفاق، أمس الخميس، وتذهب الجهود الروسية لتثبيت خطوط التماس والاشتباك بين النظام والمعارضة، سيما الطرق الدولية المعروفة بـ m4 وm5 التي تربط شمال سوريا بجنوبها، إلا أنها قوبلت هذه المرة بفيتو أمريكي لم يسمح لها بتمرير هذا الاتفاق.
ورغم أن الاتفاق حظي بترحيب دولي من الأطراف الدولية عبر وقف إطلاق النار في إدلب، لكنه قوبل بانتقادات واسعة من شخصيات رسمية وشعبية في الوسط السوري والدولي، كونه لم يتطلع لآمال الشعب السوري، وشرعن سيطرة النظام على مناطق واسعة في ريفي حلب وإدلب.
ويرى متابعون للشأن السوري أن روسيا تعمل على شرعنة الاتفاق ووضعه أمام مجلس الأمن للحصول على تثبيته دوليا من خلال كسب الأطراف الدولية لصالحها وصالح نظام الأسد، سيما أن الاتفاق يمكن الروس والنظام إحكام قبضتهم على شمالي سوريا.
وبحسب التطورات الميدانية فإن نظام الأسد وبدعم من الميليشيات الإيرانية ودعم روسيا نفذ حملة عسكرية واسعة خلال الأشهر القليلة الماضية، تمكن خلالها من السيطرة على معظم ريف حلب الجنوبي وأجزاء من الريف الغربي، إضافة إلى مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي.
ولعل أبرز النقاط التي حققها النظام هي المناطق المجاورة للطريق الدولي m 5 في ريف حلب وإدلب، إضافة إلى كامل مدينة حلب والحزام المحيط بها غربا وشمالا والذي كان بيد المعارضة السورية.
المعارض السياسي "زكريا ملاحفجي" قال لبلدي نيوز: "دفع روسيا لمناقشة الاتفاق في مجلس الأمن هدفه أن يأخذ طابعا دوليا، ولكن هناك دول مهمة مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا يبدو أنها تشدد على اتفاق سوتشي الأساسي، وهذا ليس في صالح الروس".
وأضاف ملاحفجي: "الروس يريدون تثبيت إطلاق النار بأي طريقة، لأن العملية العسكرية التركية أوقفت تقدم النظام وقضمه المناطق في إدلب وأضعفت قواته بشكل كبير".
وحول صمود الاتفاق واستمراره على أرض الواقع، قال ملاحفجي: "شخصيا أعتقد أن الاتفاق لن يصمد والناس ليس عندهم ثقة بالروس، كون الأهالي جربوا كيف تقوم روسيا بالقصف بعد الاتفاقات السابقة، وعمليا لا يوجد ثقة بالروس من قبل السوريين".
واعترضت واشنطن على الطلب الروسي خلال جلسة مجلس الأمن ما أفقدها القدرة على تمرير هذا الاتفاق، وقال وزير الخارجية الأمريكي: "نحن نطالب بالعودة لحدود اتفاقات سوتشي في شمال سوريا، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار".