بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
استقبلت مدينة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي الغربي خلال الأشهر الثلاثة الماضية حتى اليوم 20 فبراير/شباط الجاري أكثر من 40 الف نسمة نازحة جراء حملة نظام الأسد وروسيا العسكرية على أرياف إدلب الجنوبية والشرقي، معظمهم يعيشون أوضاعا انسانية غاية في الصعوبة جراء عدم توفر مأوى السكن على الرغم من عمل نشطاء المدينة والمنظمات الإنسانية على إنشاء عدة مخيمات على أطراف المدينة وفتح جميع المدارس والمباني العامة والمنازل الغير مجهزة لإيواء المهجرين من منازلهم.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرتخاريم "حسان جبس"، إن "المدينة استقبلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 40 ألف نسمة، 14 ألف نسمة منهم وصلوا خلال آخر 20 يوما، وجميعهم فروا من الأعمال العدائية لقوات النظام وروسيا في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية".
وأضاف جبس، أن معظم هذه العوائل تعيش أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة على الرغم من تقديم الخدمات قدر المستطاع من قبل المجلس المحلي والمنظمات الإنسانية ونشطاء المدينة، إلا أنها غير كافية نظرا للأعداد الضخمة التي وصلت إلى المدينة، في ظل تقصير أو عجز واضح من بعض المنظمات بتقديم الخدمات اللازمة لهذه الأسر.
بدوره، قال مدير تنسيقية مدينة كفرتخاريم، إن فريق التنسيقية عمل على فتح جميع مدارس المدينة وعددها سبع، ونظمها لإيواء أهلنا المهجرين، كما عمل الفريق أيضا على إفراغ عدد من المراكز الحكومية بالتنسيق مع المجلس المحلي، حيث ضمت أكثر من 240 عائلة أي ما يعادل 1000 نسمة.
ولفت جبس إلى أن فريق التنسيقية التطوعي عمل على التواصل مع عدد من أبناء المدينة المغتربين، وتمكن من جمع مبالغ مالية تم من خلالها شراء أكثر من 50 خيمة في المرحلة الاولى، إضافة إلى 50 خيمة أخرى تبرع بها أصحاب الأيادي البيضاء.
وأشار إلى أن الفريق عمل على تجهيز قطعة أرض في محيط المدينة بالتعاون مع الدفاع المدني السوري، يتم الآن نصب الخيام بها كمرحلة اولى، كما أنشأت منظمة الأيادي للإغاثة والتنمية مخيما يضم 135 خيمة، وأنشأت جمعية خيرات مخيما يضم أكثر من 100 خيمة في محيط المدينة، سيتم نقل عدد من العوائل المقيمين في المدارس إلى اثنين منهم لتسهيل عودة العملية التعليمة التي تخدم أبناء المدينة والوافدين إليها.
وأوضح جبس أن أبناء المدينة عملوا جاهدين على تلبية احتياجات المهجرين من جميع النواحي، كان أبرزها تقديم أكثر من 650 منزلا غير مكسي، فضلا عن عشرات المنازل المكسية بشكل مجاني لإيواء العوائل المهجرة في المدينة، إضافة إلى توزيع مواد التدفئة ومبالغ مالية على معظم العوائل المهجرة بهدف إعانتهم والوقوف إلى جانبهم في محنتهم والتخفيف عنهم.
وتقع مدينة كفرتخاريم في الناحية الشمالية الغربية من مدينة إدلب، وتبعد عن مركز المحافظة 35 كم، وبلغ عدد سكانها في عام 2010، 60 ألف نسمة، بينما أصبح اليوم أكثر من 120 ألف نسمة بعد أن استقبلت 20 ألف مهجر من حلب وحمص وريف دمشق ودرعا، و40 ألف نسمة خلال الشهر الثلاثة الأخيرة من أرياف إدلب الجنوبية والشرقية.