بلدي نيوز - حلب (عبدالقادر محمد)
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع مصورة، لعناصر من قوات النظام وهم يسرقون منازل المدنيين فيما يعرف شعبيا بـ"التعفيش"، وذلك بعد تقدم قوات النظام بحلب، وإذا كان "التعفيش" يتم تحت غطاء الحرب والمعارك، فإن بيع المسروقات يتم تحت غطاء نظام الأسد، الذي يسمح بفتح أسواق آمنة لبيعها من برادات وغسالات وأبواب في مدينة حلب.
وافتتحت قوات النظام سوقا للمسروقات من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا، عند دوار شيحان في الحي الغربي من حلب، وسط ذهول الموالين لنظام الأسد أنفسهم بالمدينة، الذين تعرضت بعض منازلهم للسرقة والبيع فيما بات يعرف بسوق "الغنائم".
وشكت صفحات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي، من ظاهرة التعفيش التي يشنها "جيشهم" على اعتبار أنها طالت معامل ومزارع أنصار النظام، وطالبت قيادة النظام بالتدخل لوقفها، فيما تناقلت صفحات أخرى فتاوى تحرم شراء المسروقات.
وترك المهجرون من ريفي حلب وإدلب، أغلب أثاث منازلهم التي فروا منها على استعجال بسبب القصف العنيف من قوات النظام والقوات الروسية.
ويقول نشطاء من المنطقة، إن قيادة قوات النظام تطلق يد عناصرها وشبيحتها لسرقة وتعفيش كل شيء في مناطق سيطرة المعارضة، حتى أنها لا تكتفي بالبرادات والغسالات والأثاث بل تحرث حتى الأرض لنزع السيراميك وإعادة بيعه.
وعادة ما تتبع مجموعة التعفيش إلى قيادة عسكرية برتب عالية، تعد مسؤولة عن حمايتها ثم تسهيل مرور وبيع المسروقات في مناطق أخرى.
ولأن أسعار السلع بشكل عام متدنية في مناطق سيطرة النظام، بسبب سوء الوضع الاقتصادي مقارنة بالمناطق الخارجة عن سيطرته، ترسل السلع المسروقة من حلب إلى مناطق سيطرة قوات "قسد" بريفها حيث تعتبر مناطقها أكثر استقرارا وضعها الاقتصادي أفضل من مناطق النظام، ويباع فيها البراد بسعر يصل إلى 100 ألف ليرة سورية، بينما لا يتجاوز نصف ذلك بمناطق النظام.
وكان قتل أحد الأمنيين بالميليشيات الموالية للنظام من مدينة نبل بريف حلب، يدعى علي هلال بلوي، خلال اشتباك مع مجموعة من ميليشيا "لواء القدس" يقودها المدعو "وليد السرب" بسبب خلاف بينهما على مسروقات من أحد معامل بلدة حيان.
يذكر أن نظام الأسد أعلن السيطرة على كامل مدينة حلب، الأحد الماضي، بعد دخول قواته إلى حي جمعية الزهراء آخر معاقل المعارضة في المدينة، بعد انسحاب عناصر الفصائل خشية الوقوع في الحصار.