بلدي نيوز
تابعت الصحف التركية بشكل مكثف خلال الساعات الماضية، التوتر الحاصل بين روسيا وتركيا في إدلب، ومقتل الجنود الأتراك بقصف مدفعي للنظام حليف الروس غرب سراقب، وتطرقت لبعض الخيارات الممكنة أمام أنقرة لمواجهة موسكو.
وقالت صحيفة "خبر ترك" إن أنقرة وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرار لمواجهة الخطر في مناطق أخرى من قوات النظام السوري وبدعم من روسيا، لافتة إلى أن أمام أنقرة خيارين للخروج من الموقف المتأزم مع روسيا.
وأوضحت أن الخيار الأول يتمثل في أن تحافظ القوات التركية على وجودها في الميدان دون التوافق مع روسيا أو أي قوة أخرى، وإما أن تقوم بتغيير أماكن نقاط المراقبة إلى الشمال الغربي من الطريقين الدوليين "M4" و"M5"، على عمق 10 و15 كم من الحدود، لمواجهة تدفق الهجرة أو أي خطر "إرهابي".
وأكدت أن ذلك لا يعني الانسحاب، بل تغيير في قواعد الاشتباك ويمكن لأنقرة أن تقوم بإطلاق النار على أي طرف يقترب من نقاط المراقبة التركية، لافتة إلى أن قوات الأسد تجرأت وقصفت القوات التركية التي بدورها ردت على الفور، ولكن القضية بحاجة الآن للبحث عن حل جذري، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة: "من المعروف أن قوات الأسد تحاصر ثلاث نقاط مراقبة للقوات التركية من أصل 12 نقطة تم إنشائها في منطقة خفض التصعيد، وقبل ذلك سقطت قذائف هاون على أطراف النقاط التركية، وكانت الحجة الروسية والنظام السوري أنه تم استهداف إرهابيين بالمنطقة".
وأوضحت الصحيفة أن المطلوب الآن إبعاد قوات النظام السوري عن نقاط المراقبة التركية المحاصرة، وتحقيق الأمن بشكل كامل لها، وفتح مسارات محصنة للوصول إليها، مشيرة إلى أن النظام لم يستجب لتحذيرات تركيا سابقا، ورفض السماح للقوات التركية بالتحرك على الأرض من أجل إنشاء نقاط مراقبة جديدة للحفاظ على الأمن بالمنطقة.
وأكدت الصحيفة أنه بعد ما حدث اليوم من هجوم على القوات التركية، فلا مبرر للنداءات التي تطالب بتطبيع العلاقات مع رئيس النظام السوري، وقالت: "بعد هذا الهجوم فإن عملية أستانا دخلت في طريق مسدود، والقوات التركية سابقا لم تتعرض للهجمات فقط في إدلب من النظام السوري والوحدات الكردية المسلحة، بل وأيضا منطقة الباب وتل رفعت".
ورأت الصحيفة أن أنقرة مطلوب منها اتخاذ خطوات عدة للقضاء على المخاطر التي يتعرض لها الجيش التركي ومقدراته في الشمال السوري، مؤكدة أن "الأولوية الآن اتخاذ الخطوات لإنهاء حالة الحصار لنقاط المراقبة الثلاث في إدلب من قوات النظام السوري".
وأشارت إلى أنه في السابق تم تقديم الدعم اللوجستي لنقاط المراقبة المحاصرة عبر الشرطة العسكرية الروسية، ولكن المطلوب الآن رفع الحصار عنها وضمان الوصول إليها بشكل كامل، "فلا يمكن إبقاء تلك القوات تحت رحمة العدو".
ونوهت إلى هناك مقترحات تدور في أنقرة، منها تحديد مسافة يمنع من خلالها اقتراب الأطراف الأخرى من محيط نقاط المراقبة، وإلا فسيتم التعامل مع أي هدف ينتهك ذلك، إلى جانب تغيير أماكن نقاط المراقبة من الطريقين الدوليين "M4" و"M5".
وشددت على ضرورة حل مشكلة "هيئة تحرير الشام" في إدلب، والتي يتذرع بها النظام وغيره بشن الهجمات على إدلب، لافتة إلى أن النظام السوري تحت ذريعة التخلص من "الجماعات الإرهابية" يريد السيطرة على الطريقين الدوليين، للاستفادة منهما لتحسين اقتصاده.
واعتبرت الصحيفة أن الأمور تزداد تعقيدا في الشمال السوري، كما أن التوتر مع روسيا يأتي في صالح الولايات المتحدة والوحدات الكردية المسلحة، مشيرة إلى أن تركيا سترد على أي هجوم من النظام السوري، لأنها تعتبر ذلك مسألة حق سيادي، ولكن وجود مجموعات كـ "هيئة تحرير الشام" ستكون من أهم المشاكل التي ستكون مطروحة على الطاولة.
المصدر: عربي 21