بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
أسفر الارتفاع الجنوني في الأسعار وانخفاض دخل الفرد إلى أدنى المستويات في مناطق سيطرة النظام إلى وصول الأمر إلى حد اللا صبر عليه أكثر حتى من الذين لا زالوا على الحياد من الحراك الثوري أو كانوا حتى من المؤديين للنظام.
بدأت بوادر عدم الصبر على هذا الحال أكثر بجرأة العشرات من الشباب في محافظة السويداء جنوب سوريا على تنظيم وقفات احتجاجية وقطع طرقات رئيسية في المحافظة تحت شعارات مطلبية معيشية إلا أنها رغم عدم اقترابها من الخطوط الحمراء للنظام، إلا أن البعض اعتبر فيها نشاط اجتماعي قد يكبر شيئا فشيئا نتيجة توفر الأسباب والدوافع والنقمة على سياسات النظام "الاقتصادية" في مختلف المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام.
وقال الناشط رياض الزين من جنوب سوريا، أن مناطق سيطرة النظام تعتبر الأكثر فقرا في سوريا، وتحتوي كل المدن الخاضعة لسيطرة النظام على عشرات الأسباب للاحتجاج حتى ولو مطلبيا بتوفير أدنى بالمطالبات بتوفير مقومات الحياة والعيش الكريم، والتي ان تجرأت باقي المناطق على الخروج فيها كذلك قد يعني خروج الأمر عن سيطرة النظام من جديد.
أسباب مباشرة
ويشكل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي وتخطيه لحاجز الألف ليرة سورية مقابل كل دولار للمرة الأولى من اندلاع الثورة في سوريا في عام 2011، أحد أهم الأسباب الرئيسية للغليان الشعبي، حيث تضاعفت أسعار السلع الغذائية والتموينية وحاجيات الأطفال الأساسية عدة مرات دون أي ارتفاع مقابلها او تحسن في مستوى الدخل أو توفر فرص عمل جديدة.
وأكد أبو علاء وهو مدني من السويداء لبلدي نيوز، أن راتبه الشهري وهو موظف حكومي منذ ثلاثين عاما لا يتجاوز 50 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا يكفي شراء خبز وبعض المواد الأساسية لقرابة أسبوع واحد فقط، مشيرا إلى أن هذا ليس حاله وحده إنما يشاركه فيه غالبية مدنيي المحافظة.
وأثنى أبو علاء على جرأة الشباب الذين خرجوا للمطالبة بتحسين ظروف الحياة للجميع وفق تعبيره، متسائلا عن حجم الفساد والفشل الذريع الذي أوصل البلاد إلى هذا الحال.
تغير مواقف
واعتبر ناشطون أن العديد من الذين لم يتجرؤوا سابقا على الخروج في أي مظاهرات، عندما وصل الأمر إلى ما يضرهم سيجعلهم ذلك مضطرين لاتخاذ إجراءات ومواقف حاولوا اجتنابها طيلة السنوات الماضية، وتنفيذ حراك شعبي مطلبي قد يكون أكبر المؤرقات للنظام خلال الفترة المقبلة.