بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
مضى قرابة 20 ساعة على إعلان الهدنة الروسية التركية في إدلب وريفها، التي من المفترض أن تبدأ اليوم الأحد، في ظل استمرار القصف المدفعي والصاروخي للنظام والميليشيات المساندة له على بلدات ريف إدلب الشرقي وريف حماة، بالتزامن مع قصف مدفعي طال مناطق النظام بحلب وتجييش لعملية عسكرية هناك.
وفي الصدد، أكد المقدم "أبو علاء" وهو قيادي في فصائل المعارضة بإدلب، إن الهدنة بإدلب باتت تترنح في يومها الأول ويبدو أنها ولدت ميتة، مع استمرار النظام بخرها واختلاق الحجج للتصعيد والقصف متى يشاء.
وأضاف القيادي في حديث لشبكة "بلدي نيوز"، إن استمرار القصف منذ الساعات الأولى للهدنة بعد منتصف الليل هو تكرار سيناريوهات سابقة من الهدن الروسية التي استخدمتها لتسكين المجتمع الدولي، وتهدئة جبهات على حساب أخرى، مطالباً الفصائل بالحذر والاستنفار الدائم.
ولفت القيادي إلى أن الخروقات بإدلب وحماة تتزامن مع استهداف أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، والتي اعتبرها إعادة سياسية قصف النظام مناطقه لخلق الحجج للتصعيد، كما فعل في الغوطة الشرقية إبان معاركها وحصارها وقصفه لمناطق سيطرته واتهام الفصائل حينها.
وأكد القيادي أن هذه السيناريوهات المتكررة تدل بشكل قطعي لا يقبل الجدل، على أن النظام وروسيا ينويان التصعيد بريف حلب، لافتاً إلى أن صفحات النظام باتت تروج للتعزيزات العسكرية القادمة للمنطقة، وتهدد وتتوعد بعملية عسكرية هناك.
واعتبر "أبو علاء" أن تفاصيل اتفاق الهدنة لم تكن واضحة، إذ أن روسيا والنظام تحدثا عن أن الاتفاق لا يشمل ريف حلب واللاذقية، مايعني استغلال التهدئة بإدلب للتصعيد هناك، وبالتالي تسكين منطقة على حساب أخرى فشلت في إحراز تقدم فيها لفترة معينة، قبل استئناف التصعيد في مناطق التهدئة.
وحذر القيادي من أن التجييش لعملية عسكرية بريف حلب يدل على نية جدية لشن عملية عسكرية هناك، هدفها السيطرة على الأحياء الغربية لحلب ومن ثم التوسع باتجاه الريف الشمالي المحرر، وإحكام السيطرة على الطريق الدولي، والذي سينعكس سلباً على ريف إدلب بشكل قطعي.
وطالب المقدم في ختام حديثه لبلدي نيوز بضرورة الحذر وأخذ الحيطة من الغدر الروسي المتكرر في كل هدنة، وعدم الركون لأي تطمينات والعمل بشكل جاد وسريع على وضع خطط المواجهة، مؤكداً في ذات الوقت أن هناك جهوزية وترقب كبير للفصائل التي تراقب تلك التحركات العسكرية بشكل يومي.