بلدي نيوز
أعلن مسؤولون روس أن حصلوا على صاروخين أمريكيين من طراز توماهوك، لم ينفجرا وتم إرسالهم إلى الجيش الروسي في سوريا، من قبل قوات النظام التي حصلت عليهما بعد استهدافها بهم دون أن ينفجرا.
لكن خبراء عسكريون قللوا من أهمية إعلان روسيا عن دراسة صواريخ توماهوك أمريكية، وذلك في تقرير جديد نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.
وقال فلاديمير ميخيف، المستشار الأول في شركة KRET للإلكترونيات، والتي تتبع للحكومة الروسية "بوجود صاروخ كهذا في حوزتنا، يمكننا أن نفهم بكل وضوح قنوات الاتصال، والمعلومات، وآلية التحكم والملاحة، ونطاق البحث الذي تمتلكه هذه الصواريخ.. بمعرفة كل هذه الأمور، سنكون قادرين على مواجهة صواريخ كروز بفعالية كبيرة في جميع مراحل نشرها القتالي".
ويدعي خبراء روس آخرون أن صواريخ توماهوك التي بحوزة روسيا ستكشف اسرارا عسكرية ضخمة لأحدث أنظمة الملاحة الصاروخية.
وقال خبير روسي، إن الصاروخ بمثابة كتاب تعليمي هبط علينا فجأة من السماء.
ومن غير الواضح عدد الصواريخ الأمريكية التي تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للنظام من إسقاطها، فيما لم يعلن البنتاغون عن عددها أو يوفر أي تفاصيل أخرى متعلقة بها.
وحتى لو تمكنت روسيا، بحسب زعمها، من الحصول على صاروخ توماهوك لم ينفجر من بين 59 صاروخا استهدفوا موقعاً لنظام الأسد، هذا لا يعني شيئا للقوات الأمريكية لأنه في أي عملية عسكرية هنالك احتمال كبير بأن لا تنفجر الأسلحة بعد ضرب أهدافها.
على سبيل المثال، 30% من قذائف المدفعية التي أطلقتها قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى لم تنفجر، في حين أن القنابل العنقودية الحديثة يصل فيها معدل الأعطال إلى 20%.
ويتطور صاروخ توماهوك بشكل مستمر، وشهد عدة نقلات عن النسخة التي استخدمتها الولايات المتحدة في عملية عاصفة الصحراء في عهد جورج بوش الأب، أو عن النسخة الأساسية التي دشنها رونالد ريغان.
الصاروخ في نسخته الأخيرة أصبح عبارة عن طائرة مُسيرة، قادرة على الملاحة بالقرب من الهدف وإرسال الصور المُلتقطة لوحدات التحكم الأرضية قبل أن يتم توجيهه لضرب الهدف بشكل نهائي.
كما أن الصاروخ قادر على إعادة التوجيه أثناء الطيران وتغيير مساره فيما إذا اقتضت الضرورة حيث يتم برمجته لضرب 15 هدفا عبر إحداثيات الملاحة GPS. وشهد تعديلات كبيرة طوال سنوات عمله الممتدة على مدار 35 عاما.
ومقارنة مع الأسلحة الجديدة، يبدو توماهوك وكأنه نوع من أنواع الديناصورات المنقرضة، بحيث لا يزال يعمل دون سرعة الصوت وتم تطويره أيام الحرب الباردة، فيما أسلحة اليوم تفوق سرعة الصوت وتم تطويرها باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وإذا ما كانت روسيا، بحاجة للتعلم من التقنيات التي يمتلكها توماهوك، فهذا يعني إنها بمأزق حقيقي، ليس فقط لأن الصاروخ يعتمد على تقنيات الحرب الباردة، بل لأنها فشلت إلى الآن بالتقاط صاروخ من هذا النوع على الرغم من كل ادعاءاتها الاستخباراتية والعسكرية.
وحتى إذا ما تمكنت روسيا من وضع تقنيات تشويش تعطل حركة توماهوك من الممكن ببساطة للولايات المتحدة التعديل على أنظمة الصواريخ هذه لمنع أي عملية تشويش. وهذه تشبه لعبة الشطرنج، في كل مرة تتقدم أنظمة الرادار، يتم ترقية المعدات الإلكترونية المستخدمة في الأسلحة لتجنب الاعتراض والتشويش، وهذه لعبة طويلة ولا تنتهي.
المصدر: أورينت نت