The Time
تعكس دقة الجهد البطولي لرجال الإنقاذ السوريين الصورة القاتمة في سورية ، وبأنهم قد قاموا بهذه العمليات مراراً وتكراراً ، فالمدنيون يتحملون دائماً وطأة الصراع ، وهذا هو الحال في سورية ، حيث قتل مئات الآلاف من المدنيين على مدى أكثر من خمس سنوات من الحرب المروعة ، كما شرد الملايين .
ويبدو ذلك أكثر وضوحاً من أي وقت مضى ، يوم الخميس الماضي ، بعد أن قصفت طائرات حربية تابعة لنظام الأسد حي الكلاسة الذي تسيطر عليه قوات الثوار في مدينة حلب الشمالية ، وكان قد تمّ نشر لقطات على موقع YouTube لمنظمة الدفاع المدني السورية المشهورة، والمعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، تصوّر في أعقاب تلك الغارة: حيث كانت تدوي صفارات الإنذار، و رجال يصرخون وهم يقومون بانتشال الجثث من تحت الأنقاض، في حين كان الجو لا يزال يعبق بالغبار والتراب المتناثر الناتج عن القصف.
من بين العديد من الصور الخانقة، التي صَوَّرت تلك المجزرة، كانت هنالك مجموعة من الصور تبيّن إنقاذ حذر لطفل صغير من أحد المباني التي غدت أنقاضاً ، ويظهر عضو من طاقم الدفاع المدني وهو يمرر الطفل بين ذراعيه بحذر إلى رجل آخر يقوم بحمله أيضاً وهزه قليلاً إلى أن يمرره لشاب آخر والذي كان مستعدّاً لإعطاء الطفل إلى الأيدي التالية المنتظرة. ويتم تمرير الطفل في نهاية المطاف إلى رجل يقف على الأرض، ليمشي بحذر حاملاً طفله مع زوجته فوق الأنقاض
ومساء يوم الأربعاء، كانت قد قصفت غارة جوية أخرى للنظام مستشفى القدس في المدينة، المستشفى المدعومة من قِبلِ منظمة "أطباء بلا حدود"، وفي بيان لها يوم الخميس، أدانت المنظمة ذلك الهجوم الذي كان قد دمّر منشأة " صحية حيوية"، ووصفت السيّدة موسكيلدا زانسادا، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سوريا، الهجوم القاتل "بالاستهداف القذر على منشأة طبيّة أخرى في سوريّا."
هذا وتأتي هذه الغارات الجوية بعد حوالي شهرين من إجراء التفاوض، على اتفاق وقف إطلاق للنار بين الطرفين المتحاربين، والمدعوم من كل من الولايات المتحدة وروسيا، وكان قد صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية "ستيفان دي ميستورا" في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن الهدنة الهشّة "بالكاد على قيد الحياة".
في حين أن سفارة الولايات المتحدة في سوريا يوم الأربعاء كانت قد أشادت بجهود "الخوذ البيضاء" في تغريدة لها، حيث جاء فيها "نحن نثني على أعضاء منظمة الدفاع المدني السوري الأبطال، الذين أنقذوا أكثر من 40,0000 مدني، وذلك من خلال عملهم كجهة طوارئ مستجيبة ومساعدة وغير متحيّزة، على الخطوط الأمامية".