بلدي نيوز- (محمود الحرك)
نشرت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" تقريرا وثقت فيه شهادات 400 ناج، تحدثوا فيها عن أسباب وظروف اعتقالهم لافتا إلى أن غالبية المعتقلين هم شباب ممن لديهم عمل ومهنة ومستوى تعليمي عال، بالإضافة لعدد من الأطفال والمسنين.
وبحسب التقرير، "ما يحدث عمليا لا يشبه عادة ما يطلق عليه وصف الاعتقال، فهو أشبه بعملية اختطاف، إذ إن الجهة المعتقلة لا تعرّف عنها نفسها ولا يتم إبراز قرار صادر عن سلطة مخولة قانونا، ولا يتم أخبار المعتقل أسباب اعتقاله، وتعرض 100% منهم للتعذيب الجسدي و97.8 تعرضوا للتعذيب النفسي، و27.9 تعرضوا لتعذيب جنسي".
وأشار التقرير نقلا عن شهادات المعتقلين، إلى أن المحاكم التي يعرضون عليها أشبه بالأجهزة الأمنية مهمتها تصفية المعارضين وسلبهم حريتهم وممتلكاتهم، كما أكد تعرض معظم المعتقلين بعد عام 2011 للمحاكمة الميدانية العسكرية، والتي تفقد المعتقل أدنى شروط التقاضي العادل، بينما 6.5 من المعتقلين عرض على محكمة الإرهاب.
وكشف التقرير عن وجود شبكة كبيرة من المسؤولين والأشخاص النافذين في النظام وبعض القضاة والمحامين تقوم بعمليات ابتزاز مالي لأهالي المعتقلين والمختفين قسرا، بغية تأمين زيارات في أماكن الاعتقال أو تقديم وعود بإخلاء سبيلهم.
وشدد التقرير على أن أكثر من 70 بالمئة من المعتقلين تم تجريدهم من حقوقهم المدنية والعسكرية، ومصادرة الأملاك المنقولة وغير منقولة لـ "الثلث"، وأكثر من 62.3% منهم تمت مصادرة أملاكهم عن طريق الاستيلاء دون وجود قرار أو حكم بذلك.
ونوه التقرير إلى أن 57% من المحتجزين دفع ذويهم أموالا لمعرفة مصيرهم أو لزيارتهم، وفي أغلب الحالات تجاوز المبلغ 1500 دولار أمريكي، بينما دفع ذوي 63.8% أموالا مقابل وعود بإخلاء السبيل، وفي أكثر الحالات تجاوزت الأرقام 4 آلاف دولار أمريكي.
ولفت التقرير إلى أن عمليات التعذيب ازدادت بعد اندلاع الثورة؛ كسلخ الجلد وسكب الماء المغلي والكي بأدوات حارقة وتشويه الوجوه والحرمان من الأكل تعرض لها ثلاثة أرباع المعتقلين، كما زادت ممارسات التعذيب الجنسي ولم يستطع احصائها بشكل دقيق بسبب حرج المعتقلين من التطرق إلى الحديث عن مواضيع كهذه، كما ازدادت حالات التعذيب النفسي مقارنة بما قبل الثورة، خاصة مع استخدام السلطات أجساد المتوفين لتعذيب الأحياء الذين تراوحت أعدادهم منذ تأسيس السجن ما بين 500 و 8000.
وسبق أن وصفت منظمة العفو الدولي سجن صيدنايا بـ "المكان الذي يقوم فيه نظام الأسد ذبح شعبه بهدوء"، نتيجة ما يحدث فيه من إعدامات وجرائم بحق المعتقلين من معارضي رئيس النظام القائم حاليا في دمشق، كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام السوري كان يحرق جثث آلاف السجناء في سجن صيدنايا في محاولة للتغطية على حجم القتلى والتخلص من الأدلة التي يمكن أن تدينه بجرائم حرب.