بلدي نيوز - (ليلى حامد)
امتهنت النسوة المهجرات قسرا إلى الشمال السوري، مجموعةً من الأعمال، يهدفنّ منها إلى إعالة أسرهن، وتنوعت تلك المهن، لكنها بالمجمل تصب في خانة "أنوثتهن" ومدلوﻻتها.
وتقول السيدة "سوزان "وهي دمشقيةٌ آثرت الخروج مع قوافل التهجير من ريف دمشق إلى إدلب منذ العام 2016 لبلدي نيوز، " فكرة عملي أتت من إحدى الجارات، من باب التكافل في مجتمعنا، واقترحت يومها أن أقدم لها مجموعة من الخدمات المتعلقة بفرم البقدونس وتحضير الوجبات مقابل مبلغ مالي معقول".
وأضافت؛ أن الجارة تلك نشرت الخبر بين النسوة في الحي، وبدأت الرحلة، حسب وصفها.
ويقتصر عمل، سوزان وابنتها، على فرم البقدونس، وحفر الكوسا، أو تقميع البامية وتيبيسها، ومن ثم بيعها ﻷحد المحلات في سوق الخضار بعد أن تعاقدت معه.
وفيما يشبه الورشة، تجلس السيدة مع ابنتها، لتكسير الجوز، وحشو الباذنجان، أو ما يعرف بـ"المكدوس"، وكانت تعاقدت مع أحد المحال التجارية المختصة فقط ببيع "المؤنة".
وتتقاضى السيدة "سوزان " أجورا رمزية، فعلى سبيل المثال، تصل أجرة حفر كيلو غرام واحد من الكوسا ١٠٠ ل.س، لكن مهارتها دفعتها للتواصل مع بعض المطاعم في المدينة، وهي تساهم في منزلها بتقطيع "البطاطا، البندورة، وغيرها"، مقابل أجرة شهرية، تقول أنها حسب كمية العمل.
وأضافت، السيدة سوزان، وجدتُ كرما من أصحاب المحال ومن حولي، ومن جدّ وجد.
وتجلس السيدة "سوزان " مع ابنتها، وفي عينها دمعة ﻻ تخفيها، حزنا على فقد زوجها المعتقل منذ العام 2014.
ورغم أنّ السيدة "سوزان " ﻻ تمتلك رأس المال، لكن لديها طموحا أن تنشأ مجموعة عمل مع بعض السيدات مثلها، في إطار تشاركي، تديره بنفسها، وتدخل السوق بقوة منفردة، حسب وصفها، وتقول السيدة؛ ﻻ أخاف المنافسة، فاﻷرزاق مقسومة.
وﻻ تخفي السيدة "سوزان " أنها تجد وقتا للقراءة، والمتعة، وتقول مبتسمة، الطبخ والمطبخ مهنة النساء بلا منازع وبوابة رزق في اﻷزمات.
وليست "سوزان " فريدةً في هذا الباب، فثمة الكثير هنا من النسوة اللاتي أمتهن أعماﻻ ليأكلن من كسب أيديهن في مواجهة الظروف القاسية والتغلب عليها، دون يأس، راضيات بالقليل والكفاف، حسب تعبير السيدة "سوزان" في ختام حديثها.
وتحلم سوزان أيضا أن تكمل مشوارها العلمي لكنها ﻻ تزال بين فكي الحاجة ورعاية أسرتها.