قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن "الحرب في سوريا انتهت، والأوضاع تتجه نحو المسار السلمي، واللجنة الدستورية ستشكل فرصة للحوار حول مستقبل البلاد".
وأضاف لافروف لصحيفة "ترود" الروسية، أن الحرب في سوريا انتهت فعلا، وأخذت الأوضاع فيها تعود بشكل تدريجي إلى الحياة الطبيعية السلمية، ولكن بقيت هناك بؤر توتر معينة في إدلب وشرق الفرات.
وذكر لافروف أن إطلاق لجنة تهدف إلى تطوير الإصلاح الدستوري سيكون خطوة مهمة في دفع العملية السياسية، وسيعطي للأطراف السورية للمرة الأولى فرصة البَدْء في حوار مباشر حول مستقبل البلاد.
وشدد أن المعارضة تلعب دورا مهما، وعلى المعارضين تقديم مساهمة بناءة في عملية تسوية سياسية شاملة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
تساؤلات
تصريحات الوزير الروسي بانتهاء الحرب في سوريا تفتح الكثير من التساؤلات؛ لعل أبرزها "ما الذي يقصده لافروف بعبارة انتهاء الحرب؟ وهل يقصد أن النظام بسط سيطرته على مناطق عديدة أم أنه يشير بشكل غير مباشر إلى أن إدلب الواقعة تحت الحماية التركية وشرق الفرات الواقع تحت الحماية الامريكية ستبقيان خارج سيطرة النظام وفق تفاهمات روسية تركية من جهة، وروسية أمريكية من جهة ثانية؟.
الواقع على الأرض يناقض تصريحات لافروف، فعلى مدار أكثر من أربعة أشهر شنت روسيا آلاف الغارات الجوية على ريفي إدلب وحماة، وسيطرت على مدن وبلدات عدة أبرزها قلعة المضيق بحماة وخان شيخون في إدلب، وحاصرت نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك، وواصلت على مدار اليومين الماضيين استهداف بلدات بريف إدلب الجنوبي عبر طائراتها الحربية، رغم إعلانها بتاريه 31 آب/أغسطس، عن هدنة لوقف إطلاق النار في إدلب.
وأعلنت موسكو، مرارا سحب قواتها من سوريا، إلا أن الواقع أثبت العكس، مع تعزيز موسكو لقواتها وتجريب أسلحة جديدة في سوريا.
وكان إعلان الانسحاب الأول في منتصف شهر آذار من عام 2016، أي بعد 6 أشهر من تدخلها، وزعمت حينها أنها بدأت عمليا بتنفيذ قرارها بشأن سحب قواتها من سوريا، وذلك بعد ساعات من إعلان اتخاذ القرار بناء على اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الدفاع الروسية أن موسكو بدأت سحب معداتها العسكرية من سوريا، حيث بدأت بتجهيز الطائرات الروسية في قاعدة حميميم بمحافظة طرطوس السورية للعودة إلى روسيا.
وفي المرة الثانية، نقلت وكالات أنباء روسية عن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف بتاريخ 30/11/2017 إن موسكو تستعد بالفعل لسحب قواتها العسكرية من سوريا. وأضافت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن باتروشيف "الاستعدادات جارية".
وكان رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي كشف أيضا أنه قد يتم تقليص حجم قوات بلاده في سوريا، مع الأخذ بالاعتبار الاتفاقات بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا.
ويرى محللون أن روسيا تدرك أنه ليس بمقدورها مواجهة واشنطن في شمال شرق سوريا التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية، وليس بوسعها التفريط بحليفتها أنقرة بحكم المصالح الاقتصادية التي تربط البلدين خلال الأعوام الماضية، والتي تنشر 12 نقطة مراقبة في شمال غرب سوريا، ولذلك خرج الوزير الروسي لافروف بهذا التصريح في إشارة منه للنظام أن العمليات العسكرية الروسية قاربت على الانتهاء ولابد من بدء العملية السياسية عبر تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة بكتابة دستور جديد لسوريا.