بلدي نيوز - (ليلى حامد)
فقدَ الشارع السوري المعارض آماله بمستقبل المنطقة وتحديداً "إدلب"، ويبدو التعويل على الدور التركي في هذا اﻹطار أضعف من أيّ وقتٍ مضى، ومع الحديث عن قرب موعد القمة الثلاثية التي ستجمع قادة الدول الثلاثة، تركيا وروسيا وإيران، في العاصمة التركية "أنقرة"؛ تخشى شريحة واسعة المصير المجهول، استناداً إلى التجربة القريبة، مع سقف من اﻷمل بسيط.
وتوقع "أبو أحمد" قائد كتيبة في الجيش الحر سابقا، وعسكري منشق، أنّ قمة أنقرة تتمة لسيناريو سوتشي، ويعتقد أنّ "موسكو" تصر على حسم الملف بالقوة الخشنة بعد أن حققت مكاسب في المعارك الماضية.
واعتبر أنّ ما يجري من كلام ومباحثات لم يخدم أساساً القضية السورية التي ترمي ﻹزاحة بشار اﻷسد، وحول الملف إلى قضية صراع عسكري على منطقة جغرافية.
ويرى براء حمدون، مقاتل في صفوف الحر سابقاً، وخريج كلية الاقتصاد بدمشق، أنّ موسكو اتبعت سياسة "القضم التدريجي" ومن الواضح أنها تسعى للالتفاف على أنقرة، وادّعاء القبول بوقف النار، وقال؛ أي هدنة لن تصب إﻻ في خدمة النظام، وتعلمنا من التجربة أن اﻷسد وحلفائه يعمدون إلى الغدر والتنصل من وعودهم. وأضاف؛ ﻻ نعول على هذه اللقاءات، لكننا نعتبر أنها سترسم مستقبل إدلب، سواء فشلت أو نجحت فالنتيجة واحدة.
بينما ترى الناشطة الحقوقية، ميساء العبدالله، مهجرة من ريف دمشق؛ أنّ موقف أنقرة ضعيف في التفاوض، وتعتقد أنّ خسارة الثوار لمساحات واسعة أفقدها الكثير من أوراق الضغط، لكنها بالمقابل؛ ترى أنّ الفرصة جيدة لامتصاص صدمة الهزيمة والتركيز على المعركة القادمة، وإن كانت تخشى مصيراً مشابهاً لحلب، وتسأل أين سينتهي المطاف بالمدنيين؟
ورأت العبدالله أنّ التركيز سيكون على "هيئة تحرير الشام"، إما بمحاولة استيعابها وإنهاء وجودها تدريجياً، والراجح توجيه ضربات قوية لها، تحت ذريعة عدم حل نفسها.
وتعتقد السيدة نهلة الراعي، مدرسة في ريف إدلب، أنّ المشهد ضبابي للغاية، وتقول؛ "فقدنا اﻷمل بالضامن الذي يحتاج لمن يضمن له سلامة نقاط المراقبة التابعة له، والتي تعرضت مراراً للإهانة دون رد".
بينما يقول وليد الخطيب، موظف في المصالح العقارية بإدلب؛ "بعد كل هدنة تذهب منطقة للروس والنظام، نعم دمرنا دباباتهم وقتلنا منهم الكثير لكن بالمحصلة النتيجة فقدنا مساحاتٍ واسعة ونحن اليوم محاصرون للأسف".
بدوره، "حسام" بائع ألبسة في مدينة إدلب؛ "لديه ثقة بالدور التركي وبعض الفصائل على اﻷرض على الرغم من شح إمكانياتها"، ويعتقد أنّ مصلحة تركيا تلتقي مع المعارضة، لكنه يخشى تراجع هذه اﻷخيرة تحت مزيدٍ من الضغط اﻷمريكي الروسي، أو مقابل بدائل يمكن أن تمنح لضمان أمنهم القومي وملف اللاجئين.
وﻻ تخلو التوقعات من إدراك شعبي بمختلف الشرائح أنّ روسيا ستقوض كل ما يتم إبرامه من اتفاقيات، وتتنصل منها تحت ذرائع مختلفة، وبحجة "التيارات اﻹرهابية والمتطرفين".
ومن المتوقع أن ترسم القمة الثلاثية المشار إليها، مستقبل "إدلب" بناء على الاتفاقات السابقة التي تم نقضها من قبل روسيا والنظام.
ويشار إلى أن "إبراهيم قالن" المتحدث باسم الرئاسة التركية، صرح بأن قمة ثلاثية حول سوريا ستعقد بين كل من رؤساء تركيا وروسيا وإيران في بالعاصمة أنقرة بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، كما أعرب عن تطلع بلاده لتطبيق اتفاق إدلب المبرم في العام المنصرم بسوتشي حرفياً.
وقال؛ "هذه هي الرسالة التي أبلغها رئيسنا إلى السيد بوتين، لأن إدلب إحدى مناطق خفض التصعيد، منطقة ذات حدود معينة، ينبغي تحقيق الأمن فيها، بضمانة تركيا وروسيا".
وحذ قالن من وقوع مأساة انسانية في إدلب إذا استمرت هجمات النظام، وأن اتفاق إدلب سيكون عرضة للانهيار.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت مؤخراً في أوساكا اليابانية، أن بلاده وروسيا وإيران ستنظم قمة ثلاثية حول سوريا، وستليها قمة رباعية بمشاركة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، ستعقد في مدينة اسطنبول التركية قريباً، إلا أن موعدها لم يحدد بعد.
وفي السياق، تأتي هذه القمم المتتالية في ضوء تطوراتٍ متسارعة تجري على الساحة العسكرية والسياسية، حيث يدور الحديث عن تشكيل اللجنة الدستورية، بالتزامن مع التصعيد العسكري من طرف روسيا ونظام الأسد، منذ حوالي أربعة أشهر، أدى لمقتل اﻵلاف وتشريد نحو مليون مدني.
كما أتى الحديث عن هذه الاجتماعات متزامناً مع تطورات إقليمية متسارعة، لعل أبرزها اتفاق المنطقة الآمنة بين أنقرة وواشنطن مؤخراً.