بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
منعت خروقات النظام العسكرية آلاف العائلات من العودة إلى منازلهم في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي والغربي، في حين شهدت مناطق عدة في جبل الزاوية وريف إدلب الغربي عودة ضئيلة للمدنيين الذين نزحوا خلال الحملة العسكرية الثالثة لقوات النظام وروسيا على المنطقة، وقدر عدد العائدين بــ 18 ألف نسمة خلال الأسبوع الماضي من أصل ما يقارب المليون نسمة.
ولا تزال قوات نظام الأسد المتمركزة في معسكرات "تل النمر والهبيط وكفرعين وتل عاس"، تواصل حملتها العسكرية بقصف واستهداف مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ على الرغم من إعلانها هدنة لوقف إطلاق النار قبل نحو عشرة أيام من اليوم.
وقال أبو أحمد، وهو نازح من مدينة كفرنبل إلى المناطق الحدودية، لبلدي نيوز "خرجت أنا وعائلتي من منزلنا مرغمين هربا من قصف الطائرات المروحية والحربية وراجمات الصواريخ قبل شهر من الآن، ولم نستطع اخراج شيء من ممتلكاتنا الشخصية من المنزل، كنا فقط نريد أن ننجو بأرواحنا".
واضاف أبو أحمد "لم أتمكن طول فترة نزوحي من استئجار منزل لارتفاع أسعار الإيجارات وعدم توفر فرص العمل زاد من المعاناة، ولولا فضل الله وأهل الخير الذين يعملون على تأمين منازل للنازحين بشكل مجاني لكنا قضينا الليالي في العراء أنا والكثير من العوائل الذي خرجوا بأرواحهم من شدة وكثافة القصف".
وتابع أبو أحمد "لم نفقد الأمل بالعودة إلى منزلنا في مدينة كفرنبل، وعند إعلان قوات النظام وروسيا عن هدنة لوقف إطلاق النار، سارعت باستئجار سيارة وتوجهت لمنزلي لنقل ممتلكات عائلتنا الشخصية"، وأضاف "كان هذا حال مئآت العوائل المشابه لحالنا إلا أن القصف المستمر دمر ومنع الكثير منهم من إخراج ممتلكاتهم الشخصية وأمتعتهم".
وفي السياق، تمكنت مئآت العائلات من العودة إلى بلداتهم الواقعة قرب مدينة أريحا وجبل الزاوية وقرى ريف إدلب الغربي البعيدة عن أماكن الاشتباك وخطوط التماس، وسط خوف من تجدد القصف على هذه المناطق، حيث أجبرهم سوء الأوضاع المعيشية والإنسانية وافتقار جميع مقومات الحياة على العودة إلى منازلهم والمخاطرة بأرواحهم وأرواح أطفالهم.
وتتعرض منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب ومحيطها)، لحملة عسكرية من النظام وحلفائه الروس منذ أواخر نيسان/أبريل الماضي، تسببت بوقوع عشرات المجازر، ونزوح مئات الآلاف عن مدنهم وقراهم باتجاه الحدود التركية.